بقلم ابراهيم توفيق
مناسبة تخليد اليوم العالمي للمرأة 08مارس نستحضر نموذج نسائي بارز عاشت وساهمت في محطات خالدة في ذاكرة تالوين ،وتمثل صورة من فكر تحرري وطني منافح على الاستقلال والغيرة على البلاد ووحدة سيادته .
وهذه الورقة مخصصة للفقيدة المشمولة برحمة الله الحاجة فاطمة الصنهاجي المعروفة بين اهل المنطقة تالبصيرت المنحدرة من اصول زناكية ،واصل التسمية تالبصيرت كون والدها كان ضريرا .
هي من مواليد 1930بقرية تودما بجماعة زناكة من عائلة جد متواضعة ،غادرت نحو دوار ازناكن بجماعة الفيض لتستقر الاسرة بعد وفاة الأم لاحقا بدوار تابيا نبوروا بتالوين ،حيث وجدت نفسها الابنة البكر المسؤولة عن اختيها ووالدها الضرير في سن مبكرة ،وتزوجت من المرحوم بورحيم نمغرن سنة 1945،وتنقلت معه حسب ظروف عمله اثر التحاقه بالقوات المساعدة سنة 1956في مدن وقرى عديدة في ربوع الوطن ،كلميم ،الدار البيضاء ،سلا،فاس،الرباط،زاكورة ،تارودانت،تافنكلت ،اولاد برحيل .ليستقر به الامر في نهاية المطاف بمسقط رأسه تالوين.حيث كان لذلك دور كبير في صقل شخصيتها واغناء تجاربها الانسانية.
تالبصيرت بهذه التسمية التي عرفت بها بين الجميع ،كناية على والدها الذي عاش دون نعمة البصر .الحديث عن هذا الاسم البارز ،كل حياتها منذورة لأمرين اثنين ،حب الوطن،وحب الناس.
فاضمة تالبصيرت عنوان عن الحضور الوازن للحركة الوطنية وعمل الخلايا السرية والمقاومة .ثم عن سنوات لمسار اسس له لبناء المغرب الجديد ،وهي تلك المرأة العصامية التي حملت مسؤوليات وحطمت جدار التصنيف النمطي البيولوجي نحو اعلان اهمية دور المرأة في المجتمع في اعالة الاسرة وفي القضايا الكبرى الوطنية ،وعرفت كيف تحول ظروفها وفقرها ويتمها وخروجها للعمل في الطبخ الرسمي للمعمرين لتحوله الى اداء مميز ومواطنة تستحق النبش في اسرارها ومعانيها القوية والايجابية القائمة على التوفيق بين اعالة الاسرة وتحمل مسؤولية الوطن واستقلاله .وعرفت كيف تستفيد من عملها الى جانب عمل زوجها في المطبخ والمربية لأبناء في بيت الضابط الحاكم في وقتها بونتوكيس .
الامر الذي مكنها وسهل لها مأمورية امداد اعضاء من الحركة الوطنية وخليتها السرية بتفاصيل ما يدبر وما يخطط ضدهم .
وعرف عنها ايضا اطعام المعتقلين الوطنين والمقاومين في السجن المحلي بتالوين بالبيرو المعروف بالسيلون .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق