بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 13 فبراير 2021

من صراع الموت او الحياة الى صراع الحياة .

مركزتيفاوت الإعلامي

بقلم ابراهيم توفيق
***
مند القدم فطر الانسان على جبلة الحياة واختار لنفسه كل الوسائل الممكنة لحفظها حسب درجة تطوره وجابه كل الظروف المحيطة واخترع كل المحاولات لترويضها ،وكان للثقافة والدين والفكر والسياسة بصمات في الموضوع لينال المبتغى البقاء والحفاظ على الحياة وتحقيق الطمأنينة وتتودد بمفاهيم ومصطلحات ينوي من وراءها ترسيخ الاستقرار بالتربية والتنشئة ،ورغم كل ذلك لم يتخلص من الصراع والحرب التي تنشب في حالات الفشل والاضطرار الى تبني اسلوب الحديد والدم ويزكيه باقوال مدغدغة موهمة بحياة افضل وراء التضحية ،وفيها تشكلت طقوس التضحية والقرابين ومثلت عالم من الاسرار والرموز في اللاشعور الجمعي والثقافي .
استمد الانسان صراعه من ذاته وشعوره الدائم المناشد للحياة ككل الحيوانات المتصارعة والتي يراودها الخوف في مجابهة حيوانات اخرى ،والانسان لا يختلف عن نفس النمط بشئ الا بكونه كائن ثقافي واجتماعي وذات لها القدرة في تحوير المشاعر والخوف والغريزة الى رموز ومفاهيم وتصورات واطارات نضرية قادرة على تفادي سفك الارواح والحياة وعدم العبث بالمصير بأقل تكلفة وبنتيجة محمودة مرضية .
فالتحولات الناجمة عن الصراع قوت في حضوض معنى السياسة والسياسي في وظائف لها ما يصنفها ضمن حدود الممارسة والاسلوب ،وفك لغز الصراع الأبدي للكائن الحي البيولوجي الى كائن ثقافي رمزي وسياسي يعطي لصراع ادوات تنهم من فرادة العنصر البشري وجعل صراع الموت صراعا ينمي قدرات البقاء ويحصن الذات الانسانية من الهلاك .
ولنفس الغاية ازدادت تطلعات الانسانية اليوم وبشكل مستمر في التطور في ابداع الاسس المثينة من الحروب المقيتة وناشد اهل الحل والعقد الى تبني اسلوب الحوار والصلح والتعايش ،وظهرت الى الساحة اهذاف تتخلى عن اللغز والمرموز الى المصافحة والتشخيص والتصحيح والوضوح .
لكن ما تزال مظاهر اللاشعور الوحشي السياسي تغطي مساحات هامة في مجتمعاتنا المتخلفة الامر الذي ينجم عنه صراع الموت بدل صراع الحياة المتقدم في الاسلوب والتصور .

ليست هناك تعليقات: