بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 9 يناير 2021

ما شاء الله وأيّ حلال..


مركزتيفاوت الإعلامي
سعيد الدبوز
أحد المعلّقين  قال لي (بالفرنسية) "إنّ هذا الرجل لا يعيش إلا بالحرام، ويفعل ذلك تحت غطاء حقوق الإنسان...".
فبحقّ إبليس كيف تتعامل مع هذه العقليات الأركيولوجية؟. هذه العقليات تتحدّث وكأنّ جميع النواب والوزراء وكلّ القائمين على تدمير الشأن العام يرفلون في الحلال...ما شاء الله وأيّ حلال.. مدينة فاضلة...الحلال ذات اليمين وذات الشمال... فلا اختلاس ولا تهريب ولا رشوة ولا استباحة أملاك المواطنين للشركات العقارية وغيرها من الكيانات الطافية فوق القانون...وبما أنّ المغاربة ينعمون بكل هذا العدل والمساواة والحقوق والواجبات، كان لابد من اعتقال هذا الأستاذ كي يصبح عبرة للمفسدين..بحقّ إبليس ما هذه العقليات التي ترى بعيونها كيف يُعتمد اللين والتسامح مع المجرمين ممن يسحقون المواطنين ويرهبونهم ويقطعون أياديهم وأرجلهم ويغتصبونهم فرادى وجماعات، حتى لم يعد السجن يخيفهم، بينما يتمّ اعتقال وتعذيب المثقفين المسالمين من السياسيين والإعلاميين والرياضيين والأطباء والقضاة والمحامين وغيرهم بلا رحمة وتُلفّق لهم تُهم خطيرة تواكبها الأبواق المأجورة بزرع الإشاعات الكاذية حولهم بغرض تشويههم وتحريض المواطنين عليهم، كل هذا يحدث أمام عيون تلك  العقليات الغريبة دون أن تشعر بأنه منكر. لو لم يكن في بلدنا غير هؤلاء المنافقين لكان كافياً لتنزل اللعنة على هذا البلد بحيث لن تقوم له قائمة إلى يوم الدين. لا يدركون بأنهم يزرعون بنفاقهم اليوم سماً سوف يقتل أبناءهم وأحفادهم في الحاضر أو في المستقبل... نحن ندرك تماماً بأنّ العدل إذا كان موجوداً في هذا البلد فهو في غيبوبة، ولا يمكن إقناعنا بصحوه إلا عندما نرى العشرات من المسؤولين يُساقون إلى السجون ويُحاكمون بعشرات السنين من السجن ويُجبرون على إعادة كل ما سرقوه إلى مكانه، بدون عفو ولا إعفاء.

ليست هناك تعليقات: