بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 1 ديسمبر 2020

حزب_العدالة_والتنمية_والأمازيغية








مركزتيفاوت الإعلامي
Aomar Oubihi


حزب العدالة والتنمية المغربي الذي يقود الحكومة في المغرب منذ 2011 هو أكثر حزب رفض وعادى الأمازيغية في الثلاتة عقود الأخيرة، وأكثر حزب روج للتعريب والاستعراب والتحول الجنسي والتبعية للمشرق الإسلاموي سواء كان هدا المشرق عربيا أو تركيا وذلك عبر مختلف أنشطته الحزبية والثقافية والإعلامية وأنشطة جمعيته الدعوية "الإصلاح والتوحيد".

فهذا الحزب وقف ضد دسترة الأمازيغية عقب حراك 20 فبراير 2011 ، ووقف ضد صدور قانونها التنظيمي وقام بتعطيل صدوره أقصى ما يمكن وساهم في تمطيط مدة تنزيله على 15 سنة ، ووقف ضد تبني حرف تيفيناغ....

كما أن هذا الحزب عبر ممثليه الجماعيين في مختلف البلديات التي يسيطر عليها أغرق شوارع تلك البلديات بأسماء فلسطينية وإسلامية عربية مشرقية مع طمس الأسماء المغربية والأمازيغية بالخصوص دات التوجه غير الإسلاموي....

قادة هذا الحزب ومنظريه (بن كيران ، المقرئ بوزيد...) استهزؤوا بالأمازيغية حيث وصفها بن كيران بالشينيوية ورفض كتابتها بحرف تيفيناغ وقال "السوسي شحال باش كيغيش گاع" ؟ أما بوزيد فقد وصف التجار السواسة بالبخل ونكث واستهزأ بهم أمام مئات من الخليجيين في دويلة قطر التي يقطن بها أحد كبار قادتهم وهو أحمد الريسوني.

رغم كل ذلك فإن أغلب معارك هذا الحزب ضد الأمازيغية خسرها سواء ما تعلق بالدسترة او حرف تيفيناغ أو مكانة اللغة الأمازيغية في قانون الإطار الخاص بالتربية والتكوين وما إلى ذلك.

المأساة أن هذا الحزب يضج بالأمازيغ، ويرأسه الآن أمازيغي سوسي وهو سعد الدين العثماني والذي كانت مواقفه تجاه الأمازيغية مشرفة لكن تيار بن كيران العروبي(العروبة وليس العروبية) الكاره والمعادي للأمازيغية كانت له الكلمة، كما أن هذا الحزب تقوت شوكته بفضل تصويت جارف لمناطق الناطقة بالأمازيغية لصالحه.

وكل تحليل ولو كان بسيطا سيبرز سبب معاداة هذا الحزب للأمازيغية وسبب تصويت أمازيغ لصالحه.
فمعاداة هذا الحزب للأمازيغية ترجع للتبعية الأيديولوجية والثقافية لقادته لتنظيم الاخوان المسلمين واستيلابهم الهوياتي بالمشرق العربي ومؤخرا بالنموذج التركي وحلمهم بدولة الخلافة الوهمية مما يجعل مشروعهم المجتمعي مناقض للمشروع الديموقراطي الحداثي الذي يتميز بالتعدد السياسي والثقافي واللغوي والذي تجد فيه الأمازيغية مكانتها الرئيسية المستحقة.

أما تصويت الأمازيغ بكثافة لصالحه فيمكن إرجاعه لسببين رئيسيين: الأول توظيف الدين بكثافة في الصراع السياسي مع الخصوم لدغدغة مشاعر البؤساء ، وثانيا توظيف الجمعية الدعوية الاصلاح والتوحيد في العمل الاحساني وفي الدعوة ثم قطف ثمار ذلك العمل سياسيا بدعوة المستفيدين من العمل الدعوي والاحساني الذي تقوم به هذه الجمعية للتصويت لفائدة الحزب في كل محطة انتخابية.

من حسن الحظ أن هذا الحزب لا يسيطر على دواليب الدولة ولا يرسم وحده سياساتها ولا يقوم وحده عبر الحكومة أو المجالس الجماعية او الجهوية او الاقليمية التي يسيطر عليها بتنزيل تلك السياسات وهو ما يفسر فشله في معاركه ضد الأمازيغية رغم نجاحه في تأخير تنزيل القوانين الخاصة بها ونجاحه في خلق تيار واسع من المستلبين بالمشرق وبتركيا والمعادين لكل ما هو أمازيغي أصيل.

ليست هناك تعليقات: