بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 1 ديسمبر 2020

خالد البكاري : قرار السماح لبعض معتقلي الحراك بزيارة أمهاتهم بالمصحات










مركزتيفاوت الإعلامي
خالد البكاري


بقدر ما يحمل قرار السماح لبعض معتقلي الحراك بزيارة أمهاتهم بالمصحات حيث يتلقين العلاج إشارة إيجابية، فإنه يحمل كذلك مفارقة بليغة.

لا يهم إن كان القرار قرار إدارة السجون او جهة أكبر منها ، المهم أن الاستجابة لمطلب المعتقلين خطوة إيجابية، نتمنى أن تكون مقدمة لطي نهائي لملفات كل معتقلي الحراك،، وسنظل متفائلين دوما.

المفارقة أنه إذا كان أهم شعار رفعه الحراك متعلقا بالحق في التطبيب، فإن الأقدار شاءت أن تجري أم أحمجيق عملية جراحية بالدار البيضاء، وأن يتم استشفاء والدتي الزفزافي وحاكي بعد استفحال وضعهما الصحي كذلك خارج الحسيمة، أم ناصر بطنجة، وأم حاكي بالرباط، وقبلهن توفيت أم المعتقل أهباض بمستشفى بألمانيا بعد رحلة استشفاء بالدار البيضاء، وتوفي أب المعتقل السابق محمد فاضل أشهرا قليلة بعد اعتقال ابنه الذي كان يتكلف بمرافقته في جولات العلاج بالرباط وفاس.

طبعا ستكون هناك حالات أخرى لمعتقلين آخرين.

لقد كان الحراك جرس إنذار حقيقي لخطورة التفاوتات الطبقية والمجالية ، وكان الرد بحملة الاعتقالات في رأيي بمثابة جواب أمني تقليدي على تعبير جديد للاحتجاج، من حيث دوافعه وشكله والفاعلون فيه وشعاراته، فضاعت فرصة حوار مجتمعي حقيقي لتقويم الاختلالات.

وأعتقد أن ما كشفته جائحة كورونا من معضلة اجتماعية واقتصادية خطيرة تتجلى في أن 80 % من الأسر تعيش من الاقتصاد غير المهيكل، يمثل جرس الإنذار الثاني، الذي يحتاج للاقط استقبال بحس استشرافي، لا أمني.

وأخيرا : لم يعد أي مبرر للتأخر في إطلاق سراح كل معتقلي الحراكات الاجتماعية، وكل معتقلي الرأي.

ليست هناك تعليقات: