قال عنها المؤرخ ابن خلدون "ديهيا فارسة الأمازيغ التي لم يأت بمثلها زمان كانت تركب حصانا وتسعى بين القوم من الأوراس إلى طرابلس تحمل السلاح لتدافع عن أرض أجدادها" كتاب العبر الجزء السابع ص 11
ديهيا أو الكاهنة، المشهورة بلقب كاهنة البربر من قبيلة جراوة الزناتية قائدة أمازيغية خلفت زوجها الملك أكسيل في حكم الأمازيغ بعدما قتله حسان ابن النعمان في معركة ممش وحكمت شمال أفريقيا لمدة 35 سنة.
دفاعا عن الامازيغ وعن اراضيهم قادت ديهيا معارك ضد الرومان والبيزنطيين وهزمتهم واستعادت ما احتلوه من اراضي نهاية القرن6 ميلادي بعدما وحدت قبائل الأمازيغ.
واجهت ديهيا الغزو الاموي لشمال إفريقيا وهزمت جيشهم بقيادة حسان ابن النعمان سنة 693 م واخرجتهم من تونس ومن اجزاء كبيرة من ليبيا حتى منطقة برقة.
قال عنها المؤرخ ابن عذارى المراكشي:
«جميع من بأفريقيا من الرومان منها خائفون وجميع الأمازيغ لها مطيعون» –
قال المؤرخ إبن خلدون:
«الخبر في الكاهنة وقومها جراوة من زناتة وشأنهم مع ........» .
بعد خمس سنوات من انهزام حسان أمام ديهيا، كتب إلى الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان قائلا:
«إن أمم بلاد المغرب ليس لها غاية، ولايقف أحد منها على نهاية، كلما بادت أمة خلفتها أمم» .
قال عنها المؤرخ إبن عبد الحكم:
«فأحسنت ديهيا أسر من أسرته من أصحابه وأرسلتهم إلا رجلا منهم من بني عبس يقال له خالد بن يزيد فتبنته وأقام معها»
خاطبت ديهيا قومها :
«إن العرب لايريدون من بلادنا إلا الذهب والفضة والمعدن، ونحن تكفينا منها المزارع والمراعي، فلا نرى لكم إلا خراب بلاد أفريقية كلها حتى ييأس منها العرب فلا يكون لهم رجوع إليها إلى آخر الدهر.»
وقد نشبت معركة أخرى بين ديهيا وحسان بن النعمان في منطقة جبال الأوراس فإنهزمت فيها ديهيا على أن إنهزامها يعود لكون خالد الذي تبنته خانها وغدر بها وسرب أخبار جيشها وخططها إلى حسن بن النعمان.
وقد قال المؤرخ الثعالبي عن ديهيا :
«وبعد معركة صارمة ذهبت هذه المرأة النادرة ضحية الدفاع عن حمى البلاد»
قال المؤرخ إبن خلدون:
«وكان لها (الكاهنة) بنون ثلاثة ورثوا رياسة قومهم عن سلفهم وربوا في حجرها، فاستبدت عليهم وعلى قومهم بهم، وبما كان لها من الكهانة والمعرفة بغيب أحوالهم وعواقب أمورهم فانتهت إليها رياستهم.. »
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق