بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 18 أبريل 2021

الحسيمة جوهرة الريف وبحبوحة الأمازيغية...

مركزتيفاوت الإعلامي
عبدالله بوشطارت
كان المرحوم دا حماد يوصينا كثيرا بضرورة الاتصال والتواصل مع مناضل مثقف ملتزم رصين ابن مدينة الحسيمة،  الاستاذ محمد الزياني، هذا الرجل الذي لا أعرف كيف سأبدأ الحديث عنه، ولا أمل في الاستماع إليه، هو النقابي النزيه، هو المناضل الأمازيغي المؤسس، هو اليساري الذي لا تزعزعه جاذبية المواقع والمنافع. انخرط منذ عقود في النضال الجمعوي الأمازيغي بالريف، خاض تجارب نضالية كثيرة أهمها تجربة المجلس الوطني للتنسيق بين الجمعيات الامازيغية الذي انبثق من أرضية ميثاق أگادير 1991 وما بعدها. يمتلك الزياني ارشيفا مهما عن تلك المحطات والديناميات الأمازيغية التي خاضت معارك فكرية وسياسية قوية مع الخصوم الايديولوجيين للهوية المغربية، كما أن سي الزياني يتذكر كل تلك الاحداث بشكل كرونولوجي دقيق، وبمقاربة تحليلية للسياق السياسي والثقافي والتنظيمي للفعل الامازيغي في تلك المرحلة، قبل تدخل الدولة في الأمازيغية...
سي الزياني تربطه علاقة متينة مع المرحوم أمغار داحماد، عاشوا بمعية مناضلين آخرين في الريف والحسيمة زمنا نضاليا طويلا، خاضوا نقاشات وتجادلوا في قضايا كثيرة، اختلفوا في أحايين كثيرة، لكن العلاقة والصداقة ظلت راسخة. يحترم داحماد كثيرا في الزياني الصمود والثبات على الموقف والمبدأ، ونفس الشيئ يرى الزياني في المرحوم أمغار الصدق والمبدأ والجرأة في الدفاع عن مواقفه وعن الأمازيغية..
لا أعتقد أنه يستقيم التفكير اليوم في مستقبل الدينامية الأمازيغية بدون الجلوس والانصات للزياني وأمثاله من المؤسسين للنضال الامازيغي وظلوا على نفس النهج دون أن ينتهزوا الفرص للكسب والتهافت في زمن التمييع وخلط الأوراق.. كيف لا وقد رفض مناصب ريعية وتشبث بالاستقلالية والنضال بحرية.. 
شكرا جزيلا استاذنا الجليل سي محمد الزياني الذي اقتطع من وقته حيزا كبيرا من أجل أن نستمع له ونستفيد من تجربته وافكاره ومقترحاته...

ليست هناك تعليقات: