بقلم ابراهيم توفيق
من اسوأ المشاهد في ساحة وطننا العزيز ما تعرضت له نساء التعليم بالرباط من مشاهد تعنيف وخطف مروعة يندى لها الجبين من طرف التدخل الامني ،وبشكل غير انساني ولا حضاري تجر نساء التعليم امام الكاميرات وهو ما لم تستصيغه الاعراف وثقافة المغاربة الاصيلة في حفظ وصون كرامة المرأة من اي تشويه وخطف لا يضمن التمسك بوثوق المغربي الذي يحمي هذا البلد ويجعل اعدائه وحساديه يحسون بالضجر والقلق في اي حضور وتجسيد فعلي لتذكار قيمه المغربية العريقة .
ما يلزم المغاربة كمجتمع وثقافة وحضارة الوقوف كبنيان مرصوص وبعزم وبقوة قيمه نحو مواجهة ومجابهة مثل هذه المشاهد الغير السليمة سواء تعلق الامر بالمرأة الاستاذة او غيرها ،لأن المضمون الكامن وراء الفعل اخطر مما يعتقد البعض ضرب هيئة التدريس وانما تخريب قيم المغرب الجميل المحترم للمرأة في اصوله المتداولة بالمدن العتيقة وفي احضان القرى بالجبال والسهول ،وفي خيام الصحاري بانتهاك هذا التراث المشع بادواره في رفع شأن السيدات واعتبارهن تاج المغرب ،وبعض من شمات الشهامة والتفرد في صنع حضارته تاريخيا وهو يشهد بأمثلة عديدة .
وتحث وطأة وقع المشاهد المنفرة في قلب مدينة التاريخ الرباط باسوارها وماثرها ،لم تستحيي الايادي الاثمة في جر نساء التعليم واهانتهن ،وروح المكان يسجب الافعال ويردف بدموع واهات تعبر عن خطورة هذا الوهج الناري الذي تسلل الى عمق شعب متحضر وعراقته في احترام النساء والدود عن كرامتهن لا الجر والرفس لهن ،واحدروا المشهد وتفكروا في اشاراته والباب فيه مفتوح الى حرب ليس على الحقوق المسطرة في الاتفاقيات الدولية ،وانما الى ضرب لأساسات المغرب وتاريخه وثقافته وحضوره الساكن لوجدان كل مغربي لقروون مضت .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق