بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 8 مارس 2021

المراة رسالتها النبيلة دون أنانية

مركزتيفاوت الإعلامي
خميس بوتقمانت
التقدير و التبجيل للمرأة، لتلك المرأة التي تؤدي مهمتها الكفاحية كل صباح لا يعرف العالم إسمها، ولا تقف للميكرو و المنابر  لتفتي في شؤون المرأة التي لا تعرف عنها إلا النزر القليل...
التقدير لتلك المرأة التي تستيقظ كل صباح متجهة لعملها و تؤدي رسالتها النبيلة دون أنانية، تعمل لتضمن تعليما جيدا لأختها الصغرى و توفر العلاج لأمها المريضة بمرض مزمن و تكسو أخوها الأوسط ، تعمل إيمانا منها أنها عمادة الاسرة و ليس لسفريات السبت و الآحاد....
التقدير لتلك المرأة التي لم يدون التاريخ اسمها و التي عجنت و خبزت الخبز لعام و أوصلته  مارة من معبر ثيزي عزا لمعاقل المقاومة في العشرينات....
التبجيل لتلك المرأة التي هاجر زوجها و ترك لها العيال صبيانا، فحرثت و زرعت و حصدت و أرضعت و كبر العيال في كنفها دون ان توقف حركية المؤسسة الأسرية بدعوى أن ما تقوم به منوط بدور الرجل الغائب...
التبجيل لتلك المرأة التي إلتطمت بجدار طابوهات المجتمع الذي قذف بها نحو ثقبه الأسود بدعوى أنها قحبة، وهي التي لم تجد بد من ذاك لتعيل أسرة و تنقذ من حولها من الجحيم ولو بمقايضة ذلك بمتعة عابرة...
التبجيل لتلك المرأة التي لا تقوم بالتشريح الدقيق لكيانها الفيزيولوجي لجرد مكامن مروئتها، و لا تنظر لذاتها كأجزاء متناثرة... 
التقدير لتلك المرأة التي تعاني في هامش لا تصله ميكروطوارات الصحافة، و تغطي أبناءها بغطائها شتاء ليستدفؤوا...
التقدير، لتلك التي لا تمتهن العويل و لا تتاجر في كونها امرأة لتسوق للرأي العام صورة نمطية و اختزالية لامرأة على مقاس كاردشيان و فئة عريضة جعلن من مروئتهن عرضة لتغيرات منحى العرض و الطلب في الميديا و مقاسات الانستاغرام الزائفة...
التقدير، لمن ترى في نفسها إنسان كامل دون الاستدلال و البرهنة على ذلك، و لمن تسعى لتضع لمستها في محيطها  بعيدا عن ذبذبات المتعة و الإغراء و تنميطات التقحبين المغطاة بحداثة زائفة او بمثالية و فضيلة موهومة ...
التقدير للمرأة التي تميز بين طهارة كيانها و نبل سموها وبين قوالب جاهزة لمرأة منزوعة الإنسية و قائمة على ماركوتينغ اللذة و الجسد...
التقدير لكل امرأة لا تعاني ازدواجية الشخصية و الكيان ولا تخفي عهر العقل بمثالية الواجهة الذي توظفه كفخ... فتلك قحبة لا تستحق التقدير... قحبة لأنها تتاجر باسم نساء يكافحن في صمت و يعانين في الهامش ولا يجدن في وقت سقوطهن و ازماتهن الا سواعدن ولا يعلمن أصلا بوجود تنظيمات ترفع لافتات موسمية باسمائهن او تصدر بيانات مطروزة بلغة لا تشبه واقعهن المثخن بالألم و المعاناة و الصراع الدائم للعيش...

ليست هناك تعليقات: