الإجتياح العارم لمافيا الرعي "الرّيعي" والرّحل، لمجالات وأراضي وممتلكات القبائل، ينذر بكارثة عظمى.
لا يستقيم أن تترك الدولة الساكنة المستقرة-أغلبهم من الفئات العُمرية المتقدمة والجاهلة بحماية حقوقها- في مواجهة هؤلاء الغزاة.
أليس عملية التهجير المُمنهج، الذي نهجه "المٌستعمر"،سابقا ،والدولة الحديثة ،حاليّا، في هذه المناطق منذ عقود،السبب المباشر الذي أخلى هذه المجالات من شبابها والطبقة النشطة!!مما سنح للرعاة أن يتسيّدوا وينشروا الفساد ،كما يحلوا لهم، في المحاصيل والحقول والأشجار،ومنها شجر أرگان المحمي أممِيّا.
يبدو أن الحياد السّلبي للسلطات الإدارية ،وسكوت السلطة التدبيرية ،وغياب دور الفاعل المدني ،شجع هؤلاء على السّير قُدما لتعُمّ الفوضى في صفوف السكان الأصليين ،و لمزيدٍ من التهجير للقبائل الأمازيغية نحو هوامش المدن،تاركة المجال والممتلكات مُرغمة للمستثمرين ولرموز الفساد والمُفسدين وللشركات الأجنبية.
من المفروض على ذوي الضمائر الحيّة على هذه الأرض الطّيّبة تكثيف الجهود، و توظيف كل السّبل القانونية والإحتجاجية والتّرافعية للضغط على المسؤولين وإشعارهم بجسامة الأمر،وكذا العمل على مساندة المُتضررين المغلوبين على أمرهم أمام غزاة مازالوا يعتقدون ويومنون بمنطق الغزو والسّبي والقتل.
إن الوعي،حسب فريدريك نتشه،الذي لا يعذب ذوي الضمائر الحية ليس بوعي،فهو وعي زائف ومُفتعل.
محمد جوهري/فاعل جمعوي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق