محمد اد باكريم
النزوع للسلمية والهدوء المعروف لدى أهل سوس إنما جاء كإنقلاب أو تعديل لسلوك عنيف سابق ..فالمعروف أن منطقة سوس كانت أرض فتن ومهد أمبراطوريات إسلامية مغربية بُنيت على الدم والمجازر حتى قبل الإسلام وكانت تُهلك قبائل بأكملها بكل سهولة بمجرد الشك في الولاء، فأكبر مجزرة وقعت أثناء الغزو العربي الاسلامي كانت بما يسمى ب ( السوس ) وسماها ابن عذارى المراكشي ب ( المقتلة العظيمة التي لم يكن لها سابق )..و كان القتل لمجرد كلمة ..وهذا ما اشار إليه القلقشندي في كتابه ( صبح الأعشى ) عندما إستشهد بكلام المؤرخ ابن سعيد المغربي او الاندلسي :
(إن الاقليم الثالث وإن كثرت فيه الأحكام المريخية على زعمهم ، فإن المغرب الأقصى من ذلك الحظ الوافر ، لا سيما في جهة السوس وجبال درن فإن قتل الإنسان عندهم كذبح العصفور ، قال : وكم قتيل عندهم على كلمة . وهم بالقتل يفخرون ....)
وكما لعبت الزوايا الدينية في سوس دورا مهما في إنشاء الدول والامبراطوريات وفي إذكاء الصراعات والحروب والقتل ، إلا إنها لعبت دورا كبيرا خلال القرنين الاخيرين في تهذيب نفوس السواسة ، ونزع العنف المبالغ فيه عن أنفسهم ، فضلا على التوارث النفسي للماضي الدموي بدون إدراك تفاصيله ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق