بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 11 يناير 2021

السنة الامازيغية و"السنة الفلاحية"

مركزتيفاوت الإعلامي
خميس بوتقمانت
بعض الإخوة سامحهم الله، يتفادون ذكر "السنة الامازيغية" و يعوضونها ب "السنة الفلاحية"  و يعزون ذلك لخلفية الميثولوجيا و الاساطير كطقوس احتفالية بشمال افريقيا  تقربا لآلهة الخصوبة  و غير ذلك....  ظانين ان ذكر الأمازيغية فيه انهزام و انتقاص من مرجعيتهم الشرقانية التي لا ترى في الامازيغية إلا تمظهرات بربرية متخلفة ،  هؤلاء نظرتهم للسنة الأمازيغية لم تتجاوز ثقافة " يوميات بوعياد" التي كانت تتطرق لراس السنة الامازيغية كبداية للعام الفلاحي.
هؤلاء لا يختلفون في شيء عن التيار السلفي و الاسلاموي، فكلاهما يعيش اغتراب الذات و يغتالون "الأنا الجمعية" انتصارا للايديولوجيا ،كأن الامازيغية هي التمثل الوثني الذي يجب استئصاله خشية الوقوع في شرك الكفر بالايديولوجيا، و يكون بذلك  اليساري الذي يخشى من تسمية رأس السنة الامازيغية باسمها  و يستبدلها بالسنة الفلاحية مجرد ارثوذوكسي اصولي يبحث عن منافذ إلغاء الأنا ولو بتأويلات ميثولوجية مهما ادعى نظريا قراءته العلمية للتاريخ و جدلية  التاريخ المادية.
إن السنة الامازيغية لا تعبر عن لحظة ميلاد كالتقويمات الاخرى ، بل تؤرخ لمجد حضاري كانت هيمنة القوة فيه لشمال افريقيا - الليبية- على اقوى كيان شرقاني - فرعوني-،  و لا ينكر ميلاده إلا من يحس في دواخله بعقدة الانتقاص من انتماءه و بالتالي وجوده.
و هذا النمط من التفكير  لا يختلف في شيء عن نظرة المخزن للأمازيغية، فكلاهما لا يرونها الا فلكورا و تراثا لا يرقى الى منظومة اجتماعية و ثقافية و وجودية متكاملة.
إن من يخجل من ذاته و يبحث عن مسوغات للانتقاص منها للانتصار للعقيدة او الايديولوجيا او التأويل السياسي لا يمكن أبدا ان يكون رقما في معادلة التأسيس لدولة متصالحة مع خصوصياتها الثقافية و اللجتماعية و اللسنية و المجالية مهما حاول الاختباء في مفاهيم الحداثة و الديقراطية و حقوق الانسان و غيرها.
ان الامازيغية في مشروع وجودي و انسي متكامل و لا ينكره إلا من يرى في خليقته الامازيغية عبئا و عقدة لإلحاق نفسه بمجال ذاكراتي و تاريخي ليس له و لم يخلق له.  و السلام...
قاليك السنة الفلاحية، هؤلاء لا يمكن مجادلتهم بعلم التاريخ فهم بحاجة أولا لعللج إكلينيكي وفق بروتوكول العلاج النفسي للبحث في ماضيهم الطفولي عن العقد التي صارت جدرانا في عقلهم الباطل تمنعهم من عدم الخشية في النظر في مرآة الأنا لديهم ....

ليست هناك تعليقات: