بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 15 يناير 2021

عودة شيشونغ الى الواجهة .

مركزتيفاوت الإعلامي
.خلق  حدث "ايض ايناير " هذه السنة استثناء خاص من حيث الأحداث التي واكبته سنحاول في هذه المقالة ، تفصيلها على الشكل التالي : 
1، في المغرب ، لاحظ ان أغلبية التنظيمات الأمازيغية ، حاولت مراسلة وكعادتها رئيس الدولة ، ورئيس الحكومة بشأن الاعتراف وترسيم التقويم الأمازيغي في الدستور ، الى درجة ان تمة تحرك غريب ،ورسائل مشفرة ، تبعث عن التفاؤل في اقرار ملتمس الأمازيغ بالمغرب ، غير ان شئ من ذلك لم يتحقق ،بل عمل اطياف من توجه الإسلام السياسية من بينهم الكتاني من اهل فاس  ، والمسمى " بوتوخسين "  ، وغيرهم من فقهاء الظلام بسوس ، لطعن والتشويش على  احتفالات أمازيغ المغرب ، واعتبره هؤلاء كفرا وشركا ، في استفزاز لمشاعر  أغلبية الأمازيغ ، ورغم ذلك اكتفت السلطات المعنية بالشأن الديني في المغرب في موقف المتفرج، دون ان تكلف وزيرها عناء نفسه ، باصدار فتوى في الامر ،وهو ما جعل المتابعين لهذا الوضع يقيمون هذه الردود ، ويجعلون موقف التوجه الاسلامي بالمغرب يساير موقف الدولة ..كأنه اتفاق على عدم اقرار "ايض ايناير " تقويما امازيغيا في الدستور .

2- في الجزائر ، كان ترسيم السنة الأمازيغية قائما مند عهد الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ، وكان له السبق في اقرارها عيدا وطنيا نظرا لطبيعة الضغط الذي شكله أمازيغ الجزائر خاصة باعلان حكومة القبائل بالمنفى ، وايضا كون ورقة الأمازيغية في الجزائر يمكن ان يوظفها النظام المغربي لمواجهة احتضان النظام الجزائري للبوليساريو بتندوف ، لكن الغريب في احتفالات هذه السنة بالجزائر هو تنصيب تمثال الملك شيشونغ الذي ارتبط اسمه بالانتصار الأمازيغي في واحة سواء وغزوه لبلاد الكنعان ، غير أن ذلك لا يعني ارتباطه بالتقويم الأمازيغي الذي هو عيد اسياد الارض الأمازيغ ، الذين يعتبرون "اكال " واحدة من الثالوث المقدس بالنسبة إليهم ..لذلك ففكرة تنصيب تمثال في تيزي وزو يطرح أسئلة لا علاقة لها بالمرجعية الأمازيغية التي تتبنى مفهوم الوحدة الأمازيغية المؤسسة على الامتداد الجغرافي بدون قيود وحدود وهمية صنعها الاستعمار لتقسيم شمال افريقيا ..

3_ الصراع حول تنصيب تمثال الملك  شيشونغ  في تيزي وزو ، ليس غريبا مادام ان الاطراف التي دخلت في هذا النقاش البيزنطي الذي لا يهم الأمازيغ لاعتبارات كالتالي : 
*ان الملك شيشونغ ملك لكل الأمازيغ في شمال افريقيا ،واي منطقة امازيغية يمكن أن تنصب تمثاله  ، كما يمكن ان تسمي به الشوارع فهو رمز الأمة الأمازيغية 
*خلق الجدال حول شيشونغ هل هو ليبي او جزائري ، هو جدال عقيم لان ليبيا والجزائر تحكمها أنظمة عروبية وليس لها مرجعية امازيغية ،وبالتالي فالصراع في حد داته مفبرك وينم على الترويج لفكرة تقسيم جديد للمساحات في شمال افريقيا بدعوى وجود كيانات امازيغية ضد ارادة الأمازيغ في تشكيل وطن "تيموزغا"..

اجمالا ، يبقى مشكل تنصيب الملك شيشونغ في تيزي وزو بالجزائر من باب المزيدات السياسية ،والتحريض على التشويش على وحدة الأمازيغ ،وعلى التقويم الأمازيغي الذي ينافس التقويم الهجري والمسيحي، فمن حق كل منطقة امازيغية الاحتفال وتبني رموزها ، الا ان محاولة الانفراد بالموروث الثقافي في ظل الأنظمة العربية القائمة لا يعني الأمازيغ ، فقد يجمعنا ايض ايناير ، والكسكس  والعلم الأمازيغي ، لكن ايضا قد تجمعنا "تگلديت " في شمال افريقيا ،وليس تقزيم المجال كما اراده خصوم وحدة الأمازيغ 
*بقلم عمر افضن .

ليست هناك تعليقات: