إبراهيم توفيق
في تصفح للموقع الاليكتروني" الحوار المتمدن "وفي حلقات من خربشات امال الحسين وبأسلوب مقزز يثير حالة نفسية تعبر عن ازمة مواطن في ظل الاغتراب عن وطنه وتوابثه بما تحمل العبارة من معنى ودلالة تفسير سنتطرق لبعض منها في المنشور ،حيث سينجلي بشكل واضح اساس ما ورد فيها من شعور نفسي مرضي وتمثيل جيد لمفهوم الاغتراب ،الذي يفيد لغة النزوح عن الوطن والزواج في غير الأقارب،حيث الحالة المعروضة في المقالات المدرجة في الموقع المذكور الحوار المتمدن وغيره ،تشير في مجمل عناوينها وعباراتها الى تبني ما يطلق عليه " الغربة الذاتية"،وتؤشر مضامينها على انفصالية الذات الموقعة على المقالات وعباراتها عن عمق الذات وطموحاتها واهذافها وبتعبير هيجل "الاغتراب يعني انفصال الذات الانسانية ككيان روحي تنفصل عن وجوده ككائن اجتماعي.." ،وكما تبين ايضا الاستعمالات الأدبية في الغربة الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية .
و فهم هذه الحالة المعروضة على النظر التي تعبر عن تفاصيل معنى الاغتراب وتمظهراته الواقعية تحتاج الى الاحاطة والمعرفة الدقيقة بجوانب عدة مخفية عن الحالة وشخصيتها ومحيطها ومجمل المحددات القابلة لتبيان مكمن التجلي النفسي للحالة بشكل عام وشامل ،وعن دواعي ما تعرفه الحالة في شخصيتها من انشطار وضعف وانهيار ،وبتأثير العمليات الثقافية والاجتماعية بالخصوص في مرحلة المراهقة التي مورست عليه ،الأمر الذي رمى به الى احضان اضطراب نفسي حاد ونموا مشوه لشخصيته الانسانية وضعف الاحساس بالتكامل .
ومن نتائجه الوخيمة التمرد وهو شعور الفرد بالرفض والكراهية لكل ما يحيط به مما يدعوه لممارسة العنف ووجود نزعة تدميرية تتجه الى الذات والمحيط والقيم والمجتمع ونظمه في شكل سلوك عدواني ،مقنع بالسياسة والنقابة والطهرانية والعقائد الايديولوجية وشعاراتها ،ومنه ايضا الرفض كأهم ملامح الحالة و اتجاهاتها السلبية المعادية والحاقدة والفاقدة لكل شعور بالامل والفرح الا في شن الهجوم العدواني على ما يمثل الذات والانتماء ،والقدح فيه بتصويب غير عابث بالنتائج على المجتمع ،واثارة الاحقاد في صفوف الاجيال الصاعدة ضد مراتها واوطانها وقيمها التي هي اساس تقوية الامم بالتمثين بدل الهدم والخراب ..
ان الحالة المعروضة ببشاعة مقيتة تعبر في المعروض من خربشات بالحوار المتمدن تازر النزعة الفوضية والتي لا تنضبط للقواعد المرسومة في اسمى التشريعات الوطنية ودوام استمرار الامة والشعب في السلم والحوار ،وهي نزعة دالة على الاغتراب بالابتعاد عن الثقافة والمجتمع ورفضها ،والنفور منها وتفضيل ماهو اجنبي ولعب ادوار الخصوم والانفصال المكشوف بعورتها.
ولهذا انكشفت عورة النقابي والحقوقي والسياسي والبيداغوجي.. في موضوع الحالة المقنعة بلباس لا يناسب رزانة السياسي والنقابي ..بابعادها التنظيرية ومساهماتها في اوطانها وقيمها والمحبة لشعوبها وارضها والمرسخة لدود عن الدات ،والتصدي لمزالق. ومخالب الاعداء ،وصيانة التعاقد ورفض التصدع المدمر .ومنه الحالة في مقالاتها تكشف عن شعور بالغرابة السياسية والنقابية والمدنية بالشعور الكامن فيها من عجز ازاء المشاركة في اتخاد القرارات السياسية ،من خلال مناسبات عدة قوبلت هواجسها المخربة والعدوانية والحاقدة بعدم الثقة والرضا في صفوف اهل تالوين ،ولا تتجاوز عتبته احد عشرة ،وهذا ما حمله على الابتعاد من النظام السياسي المغربي برمته.
وخلاصة ما ورد في الحوار المتمدن وغيرها لكاتبها لا تمثتل الى صفة الكتابة التثقيفية بشيء لا من بعيد او من قريب ،اكثر مما هي هواجس نفسية مختفية وراء الاغتراب بكل انماطه الاجتماعية والثقافية والايديولوجية والوطنية .وتعزى الى اسباب كثيرة توقفنا على ملامح البعض منها بصورة مكشوفة ،ويمكن تلخيصها فيما دهبت اليه الباحثة جلال سري الى الضغوط الداخلية عند الحالة وطبيعة نموها المتمثل في وسطها ،والتنشئة المتعكرة ونقص الوازع القيمي والاخلاقي ،وما ال اليه من واقع الحسد والاحقاد...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق