التقيت بالفنان رشيد أسلال مرات على قناة تمازيغت وفي مناسبات عامة واقرأ احيانا تدويناته ؛ وما يميزه كثيرا إضافة الى غيرته على منطقة سوس والثقافة الامازيغية التي يدافع عنها دون تعصب اوشوفينية ، هو ابتعاده عن التملق والمداهنة .، هذه التدوينة ليست للدفاع عنه بالدرجة الاولى لأن أعماله كفيلة بالدفاع عنه و لأنني كتبت تدوينة سابقة منذ سنة ردا على"ابوعمار" حول تحريم الغناء وستجدونها في التعليق الأول، إنما أروم من وراء هذه التدوينة محاولة تحديد مكان زيغ القطار او الدابة حتى وصلنا الى هذا المنحذر الخطير الذي لم نألفه في هذه المنطقة المحبوبة النقية الصافية الطيب أهلها. لكن ومن نافلة التذكير أقول لأبي عمار ومن يحذو حذوه وحتى لا نبخس الناس أشياءهم وحرصهم على السنة وعلى بعض الامور الفقهية لكن بفهمهم, عيبكم انكم لاتؤمنون بشيء اسمه الاختلاف عندما يتعلق الامر بالاجتهاد . ففي مجال الفن الذي تجزمون بحرمته.أحيلكم إلى ماقاله الامام الغزالي وابن حزم الظاهري والقاضي ابوبكر بن عربي والنحوي وابن طاهر و من المعاصرين يوسف القرضاوي ونجيب الكيلاني ومتولي الشعراوي وعبد السلام ياسين الذي كان يعزف على آلتي البيان والكمان piano لطلابه لما كان مديرا لمدرسة تكوين المعلمين بمراكش وهو الذي الف ازيد من أربعين كتابا في مختلف الجوانب الدينية والفكرية والفلسفية والمعارف البشرية .
لوكنتم على صواب في ما تقولون لانقرض فن احواش في المنطقة وقد عاصره مئات العلماء لاتصلون في علمهم ظفرا من أظافر أصابع اقدامهم 1 ولم يتفوهوا بكلمة التحريم في حق هذا التراث.فإما انكم لاتقرؤون واما انكم تنكرون وجود هؤلاء العلماء وفي كلتا الحالتين طامة و طامة.
التيار الوهابي بما له من محاسن قليلة اشرت اليها آنفا كان في مجمله وبالا على الامة واكتوى بنيران هذا الفقه المنحبس المسلمون قبل غيرهم في زرع التشدد والتطرف والكراهية والعنف، تبنى آل سعود هذا المذهب وأغدقوا عليه أموال البترودولار و التقطته المخابرات الصهيو امريكية وفرخت منه طالبان والقاعدة وداعش ويعلم الله اي تشكيلة زومبية أخرى سيخرجونها من رحم هذا التيار العنيف المكفهر .
خطورة وزيغ هذا التيار إضافة إلى ماذكر أنه يسلط سهامه الحادة نحو ما يرونه بدعا إن كانت من تمسح عجوز عن جهل بضريح فلان اوعلان ويبلعون ألسنتهم عند البدع الكبرى لدى من بيدهم زمام الحكم من فساد واستبداد ونهب للثروات ورشوة وظلم وهلم جرا...
الدول الاسلامية البعيدة عن هذا المذهب تعرف زخما ثقافيا وفنيا غنيا وراقيا يصل الى المراتب العالمية نموذج السينما التاريخية التركية والإيرانية بينما في نظيرتها المغربية لاتكاد تشم غير رائحة البؤس والاشمئزاز وهذا يرجع الى سبب آخر وهو السياسة الثقافية البئيسة للدولة وطغيان الجشع والريع والإقصاء والتهميش وهذا موضوع آخر لايتسع المجال للتفصيل فيه.
النظرة الى ما يعتمده دعاة تحريم الفن من معطيات فيه جزء صغير من الحقيقة حتى نكون منصفين ،فعلى الفنان ان يكون ذكيا وحكيما حتى لايصطدم بقيم المجتمع خاصة إن تحدثنا عن المجتمع السوسي اما الفنان الذي يبحث عن "البوز" بأي طريقة فلا حديث معه ولكم ان تلقوا نظرة على الاعمال الفنية السوسية"الخالدة" الغنائية ووالسينمائية رغم الشح التقني الذي أنجزت به لم لم تمح من ذاكرتنا ،ببساطة لأنها عانقت قيم المجتمع ونهلت من بيئته الطبيعية البسيطة والزاخرة بملهمات الابداع الذي لاتمجه الاسماع والابصار ولا الفطرة السليمة . وفي جميع دول العالم نجد خطوطا حمراء ترسم للأعمال الفنية ولو بدرجات متفاوتة ومقصا للرقابة يتدخل لقبول انتاجات دون أخرى ففي فرنسا مثلا تجرم الاعمال الفنية التي تنتقد الهولوكوست ، وما اكثر الاعمال التي تمارس اهذا الهولوكوست عندنا لقيم الفضيلة والتربية الاسرية والمدرسة والمدرس ،باسم حرية الإبداع فلايزايدن علينا أحد في هذا الباب
الرد على دعاة تحريم الفن لا يكون بالعاطفة والتمترس الايديولوجي البغيض لان هذا لن يقنع من يؤمن بهذه الافكار من العوام، بل يزيد الهوة والشرخ والاكفهرار بين مكونات المجتمع بل الرد يكون بالفكر والعلم والإنصاف أيضا "ولايجرمنكم شنئان قوم على ألاتعدلوا" لعلنا نلتقي في نقطة على الطريق التي نسلكها جميعا في غدونا ورواحنا في هذه الدنيا .
اللهم اجعلنا رحمة لعبادك وللإنسانية
تحية لك سي رشيد ومزيدا من العطاء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق