
الاستاذ إد اوصالح
المشروع السياسي للحركة الثقافية الأمازيغية.
بعد أن فَسرنا رفض MCA للإنخراط في الأحزاب السياسية و قدمنا أسباب ذلك، أصبح من الضروري الحديث عن البديل السياسي الذي تقدمه الحركة و تجعله بديلاً او حلاً للوضع المتردي.
و على العموم ، يبقى المشروع السياسي رؤية تُنَظِرُ لما يجبُ أن تكون عليه الدولة، إنه رِهان سياسي يناضل من أجله مثقفون و فاعلون و تنظيمات ، أطراف لها نفس التصورات و نفس المنهج في النضال المبني على خطاب مُحدَّد في مَعالِمِه، هدفه الأول هو التغيير.
ليس مناضلوا الحركة الثقافية الأمازيغية ثوريين كما يقول بعض تُجار السياسة، من وقَفَت الحركة أمامهم و ضدهم بنقدها لهم، إنهم المخادعون الراغبون في تأسيس حزب يَسجُدُ لعرش المخزن من أجل مصالحهم الذاتية، مستغلين قضيتنا الإنسانية، فنجيبهم بأن MCA ليست حركة ثورية بالمعنى البولشوفي، ليست تنظيمَ سلاحٍ يُواجِه طبقةً اجتماعية مُحددة اقتصاديا، لكنها ثورية بمعناها الفكري، خطابها خطاب ناقِدٌ لأساطير المستبدين ، و أوهام تُجارِ عقائد الناس، ما دمنا نعرف أن مصدر الأزمة الإقتصادية-الاجتماعية لوطننا هو التدجين الإديولوجي الذي تُدَغْدِغُ به السلطة المجتمع الأمي في أغلبه، فقررت MCA الإعلان عن ثورة فكرية أولا، ثورة ليس ضد الأشخاص كأشخاص، لكن ضد الفكر الرجعي ، كخطاب ، كأوهام، كممارسات عبودية، و استغلال ثروات الشعب بناءا على الانتماء للنسب الشريف ، إننا لا نحارب طبقة محدد لأننا واعون بأن الثورة ضد “المالكين اقتصاديا" فقط و إسقاط طبقتهم دون نقد أوهامهم أولا، لا يعني حلاً نهائيا لأزمات الشعب، فمن الممكن أن تسيطِر طبقة أخرى و تُوهِمَ الكادحين بأنها تُمثلهم و تتحدثُ باسمهم، و حين تَسُودُ ، تصبح أعنفَ و أحقرَ من البورواجزيين و اكثرَ بيروقراطية ( الأحزاب الإشتراكية).
كما أن MCA ليست تنظيمَ جهادٍ لاهوتي، يُوَهِمُ الناس بوجودِ سعادةٍ في ما بعد الموت، مثل الحركات الدينية، الإسلام السياسي خصوصا ، تنظيمات رِجعية تُخَدِرُ الناس بالدين و تجعلُ كل مآسي الشعب نتيجةً لِقَضاء و قدرٍ سَماوي، في الوقت الذي يَبني فيه الشيوخُ، لصوص الله، ثرواتهم على رقاب البسطاء المخدوعين ، و في كل رغبةٍ للثورةِ على الوضع، فإن دَمَ المناضلين يُحَلُ، أو يُتَهمُون بالزندقة أو الإلحاد، أو الإنفصالية أحيانا (حراك الريف) كي يَتدخل الشعب الأمي حين تُدَغدِغُهُ العاطفة الهوجاء فيمارسُ طُقُوسَ حقِ قتل المُرتدِ أو سَبِه في أحسن الأحوال، و كل ذلك بمُباركة السلطة.
إن النهضة التي نُناشِدها،كتقُدُمِيين، تنهلُ مفاهيمها و منطلقاتها من أرقى ما وصل إليه الفكر البشري إلى اليوم ، خطاب ينهل نظَرِياً من العلوم الإنسانية و الفلسفة السياسية، و تجريبياً من ثورات الشعوب بداية من النزعة الإنسانية التي تُمجِد الكائن البشري كيفما كان جنسه أو لونه أو لغته، تم العقلانية العلمية كنمطِ تحليلِ الواقع و الوجود ، و هو المبدأ الذي نريد أن يؤَطِرَ فكر الأجيال الصاعدة عبر تغيير مقررات التدريس لكي يَنفَلِتَ الشعب من أوهام الماضي، مع التأكيد ، في المجال الإجتماعي-السياسي، على ترسيم العلمانية في الدستور، ما يمنح للجميع حق الإعتقاد و التديُن دون تأثير الدين على القرارات السياسية الإقتصادية الإجتماعية ، مروراً بِدَمقرطة النظام السياسي لأجل ضمان تحقيق كرامة الإنسان و الدفاع عن حقه في الوجود كما يريد.
و لأن مشروع MCA مبني على ذلك، فإن من سيدافع عنه هو تنظيم احتجاجي مستقل جِدري ، يحاوِرُ ، لكنه لا يركعُ و لا يتنازل، إنه لا يحتاج إلى حزب كي يُمارسَ السياسة، فيستوجبُ الأمر إذن بناء تنظيمٍ سياسيٍ مُتمَسِك بمطالبه و بأرضيته التي سنُقدم مشروعا لها فيما بعد، فنقد الطابوهات المُؤَسِسة للإستبذاذ يحتاج لجرأة و قوة الشخصية و الكفاح من أجل الوطن، و هنا سيعرف الشعب البئيس المناضلين الحقيقيين الراغبين في التغيير و الدفاع عن مصالح الوطن بِرُمَتِه ، لكن الشعبَ سيعرف كذلك من يخونونه، من يستغلونه، من تُحَركهم مصلحتهم و أنانيتهم، أولائك المستعدين لتقبيل أيادي المخزن "الشريف".
إن المشروع السياسي هذا لن يكون برنامجاً لحزب سياسي أبداً، مادام، أولا، غَرَضُ المُتحزبِين يبقى سعيا لمصالحهم المادية، و ثانيا لأنهم مُجبرين على الإنصياع، في زمن تَعَجرَفت فيه الدولة و أصَرَّت، إلى حد الآن، في أن تجعلَ التنظيمات الحزبية خُدامها فقط.
الخطاب الأمازيغي خطابٌ تحرري من كل الأثقال و الأوهام، خطاب يكسر الطابوهات التي بَنى عليها الإستبداد قوته، لهذا فالأمازيغيُ هو الشكَّاكُ الناقدُ دوماً، و المُزعجُ لكل الساكنِين، الذين اعتقدوا يوماً أنهم وحدهم المُمسِكون بزمام الأمر، و يريدون تكسير الحركة الأمازيغية بعد أن حَطموا اليسار و دجَّنُوا الحركة الإسلامية المَدفُونة مند ولادتها.
بعد أن فَسرنا رفض MCA للإنخراط في الأحزاب السياسية و قدمنا أسباب ذلك، أصبح من الضروري الحديث عن البديل السياسي الذي تقدمه الحركة و تجعله بديلاً او حلاً للوضع المتردي.
و على العموم ، يبقى المشروع السياسي رؤية تُنَظِرُ لما يجبُ أن تكون عليه الدولة، إنه رِهان سياسي يناضل من أجله مثقفون و فاعلون و تنظيمات ، أطراف لها نفس التصورات و نفس المنهج في النضال المبني على خطاب مُحدَّد في مَعالِمِه، هدفه الأول هو التغيير.
ليس مناضلوا الحركة الثقافية الأمازيغية ثوريين كما يقول بعض تُجار السياسة، من وقَفَت الحركة أمامهم و ضدهم بنقدها لهم، إنهم المخادعون الراغبون في تأسيس حزب يَسجُدُ لعرش المخزن من أجل مصالحهم الذاتية، مستغلين قضيتنا الإنسانية، فنجيبهم بأن MCA ليست حركة ثورية بالمعنى البولشوفي، ليست تنظيمَ سلاحٍ يُواجِه طبقةً اجتماعية مُحددة اقتصاديا، لكنها ثورية بمعناها الفكري، خطابها خطاب ناقِدٌ لأساطير المستبدين ، و أوهام تُجارِ عقائد الناس، ما دمنا نعرف أن مصدر الأزمة الإقتصادية-الاجتماعية لوطننا هو التدجين الإديولوجي الذي تُدَغْدِغُ به السلطة المجتمع الأمي في أغلبه، فقررت MCA الإعلان عن ثورة فكرية أولا، ثورة ليس ضد الأشخاص كأشخاص، لكن ضد الفكر الرجعي ، كخطاب ، كأوهام، كممارسات عبودية، و استغلال ثروات الشعب بناءا على الانتماء للنسب الشريف ، إننا لا نحارب طبقة محدد لأننا واعون بأن الثورة ضد “المالكين اقتصاديا" فقط و إسقاط طبقتهم دون نقد أوهامهم أولا، لا يعني حلاً نهائيا لأزمات الشعب، فمن الممكن أن تسيطِر طبقة أخرى و تُوهِمَ الكادحين بأنها تُمثلهم و تتحدثُ باسمهم، و حين تَسُودُ ، تصبح أعنفَ و أحقرَ من البورواجزيين و اكثرَ بيروقراطية ( الأحزاب الإشتراكية).
كما أن MCA ليست تنظيمَ جهادٍ لاهوتي، يُوَهِمُ الناس بوجودِ سعادةٍ في ما بعد الموت، مثل الحركات الدينية، الإسلام السياسي خصوصا ، تنظيمات رِجعية تُخَدِرُ الناس بالدين و تجعلُ كل مآسي الشعب نتيجةً لِقَضاء و قدرٍ سَماوي، في الوقت الذي يَبني فيه الشيوخُ، لصوص الله، ثرواتهم على رقاب البسطاء المخدوعين ، و في كل رغبةٍ للثورةِ على الوضع، فإن دَمَ المناضلين يُحَلُ، أو يُتَهمُون بالزندقة أو الإلحاد، أو الإنفصالية أحيانا (حراك الريف) كي يَتدخل الشعب الأمي حين تُدَغدِغُهُ العاطفة الهوجاء فيمارسُ طُقُوسَ حقِ قتل المُرتدِ أو سَبِه في أحسن الأحوال، و كل ذلك بمُباركة السلطة.
إن النهضة التي نُناشِدها،كتقُدُمِيين، تنهلُ مفاهيمها و منطلقاتها من أرقى ما وصل إليه الفكر البشري إلى اليوم ، خطاب ينهل نظَرِياً من العلوم الإنسانية و الفلسفة السياسية، و تجريبياً من ثورات الشعوب بداية من النزعة الإنسانية التي تُمجِد الكائن البشري كيفما كان جنسه أو لونه أو لغته، تم العقلانية العلمية كنمطِ تحليلِ الواقع و الوجود ، و هو المبدأ الذي نريد أن يؤَطِرَ فكر الأجيال الصاعدة عبر تغيير مقررات التدريس لكي يَنفَلِتَ الشعب من أوهام الماضي، مع التأكيد ، في المجال الإجتماعي-السياسي، على ترسيم العلمانية في الدستور، ما يمنح للجميع حق الإعتقاد و التديُن دون تأثير الدين على القرارات السياسية الإقتصادية الإجتماعية ، مروراً بِدَمقرطة النظام السياسي لأجل ضمان تحقيق كرامة الإنسان و الدفاع عن حقه في الوجود كما يريد.
و لأن مشروع MCA مبني على ذلك، فإن من سيدافع عنه هو تنظيم احتجاجي مستقل جِدري ، يحاوِرُ ، لكنه لا يركعُ و لا يتنازل، إنه لا يحتاج إلى حزب كي يُمارسَ السياسة، فيستوجبُ الأمر إذن بناء تنظيمٍ سياسيٍ مُتمَسِك بمطالبه و بأرضيته التي سنُقدم مشروعا لها فيما بعد، فنقد الطابوهات المُؤَسِسة للإستبذاذ يحتاج لجرأة و قوة الشخصية و الكفاح من أجل الوطن، و هنا سيعرف الشعب البئيس المناضلين الحقيقيين الراغبين في التغيير و الدفاع عن مصالح الوطن بِرُمَتِه ، لكن الشعبَ سيعرف كذلك من يخونونه، من يستغلونه، من تُحَركهم مصلحتهم و أنانيتهم، أولائك المستعدين لتقبيل أيادي المخزن "الشريف".
إن المشروع السياسي هذا لن يكون برنامجاً لحزب سياسي أبداً، مادام، أولا، غَرَضُ المُتحزبِين يبقى سعيا لمصالحهم المادية، و ثانيا لأنهم مُجبرين على الإنصياع، في زمن تَعَجرَفت فيه الدولة و أصَرَّت، إلى حد الآن، في أن تجعلَ التنظيمات الحزبية خُدامها فقط.
الخطاب الأمازيغي خطابٌ تحرري من كل الأثقال و الأوهام، خطاب يكسر الطابوهات التي بَنى عليها الإستبداد قوته، لهذا فالأمازيغيُ هو الشكَّاكُ الناقدُ دوماً، و المُزعجُ لكل الساكنِين، الذين اعتقدوا يوماً أنهم وحدهم المُمسِكون بزمام الأمر، و يريدون تكسير الحركة الأمازيغية بعد أن حَطموا اليسار و دجَّنُوا الحركة الإسلامية المَدفُونة مند ولادتها.
يتبع...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق