بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 17 ديسمبر 2020

الحسين بوالزيت : سجل التاريخ لا ينسى














مركزتيفاوت الإعلامي


الجزائر التي تحاول جاهدة هذه الأيام قيام إسبانيا بردة فعل عنيفة دبلوماسية او حتى عدوانية، نسيت وهي تلكز جسد الثور بإبرها المسمومة ان الثيران الايبيرية لها ذاكرة تاريخية قوية، ولها خزان معلوماتي هائل تدون فيه أفعال كل من أساء إلى مصالحها ووقف مع أعدائها الداخليين والخارجيين. مناسبة الكلام هذا هو رفع تواجد الروس في ميناء سبتة المحتلة، عفوا المخنوقة بمساندة جزائرية واضحة. في ظل هذا المسعى البئيس الموسوم بالهرولة، نسيت #الجزائر ان لها سجل غير نظيف مع الجارة الشمالية للمغرب، جار يفهمنا ونفهمه. جيدا وليسا بحاجة الى اللكز، اللمز والغمز، وما دام الغمز يفي بالغرض لا بأس أن نذكر أصحاب مجمع المرادية بالوقائع التالية:

ما يزال الاسبان هناك في شبه جزيرتهم يتذكرون بامتعاض شديد الفترة التي كانت فيها الجزائر في منتصف السبعينات تساند منظمة أيتا الباسكية وتحتضن حركة الإيمباياك (MPAIAC الحركة من أجل تقرير مصير واستقلال جزر الكناري) التي كان زعيمها Antonio Cubillo مقيما بأحد فنادق الجزائر العاصمة يصدر منها بلاغات العمليات العسكرية لحركته؟ ايتا الباسكية اتخنت في أجساد الثيران الاسبانية، فجرت وقنبلت وهتكت، انتجت كل المأسي الممكنة، في مشهد عنيف، كلف الكثير من الأموال والضحايا بالمئات. وفي المحيط الاطلسي بحر الظلمات سابقا كلفت حركة إستقلال الجزر والارخبيلات ملايين البسيطات التي كان بامكانها اطعام الملايين من جياع ايبيريا. هذه هي الحصيلة المسجلة في ذاكرة الثيران. تبون ومن سبقوه غاب عليهم ان الزمن دوار وان تقلبات بحر الظلمات الذي خبره المغاربة ايام القرصنة في #لوداية الرباطية وأساكا البعمرانية وازمور الدكالية. سيستثمرون كل الملفات التي انفقت عليها جزائر عبان رمضان وكوادر أزمة 1926 المغتالون كلهم، لصالحه، في سيناريو انتهى بلقطة ايادي كانت تفتل للمغرب حبال غليضة ليشنق بها رقاب أعدائه. اليوم يمكن للمغرب وبكل اريحية ان يضغط على الاسبان باستعمال ملف الجزر الخالدات والتي تطمح إلى ان تسترجع اسمها الحقيقي الذي ليس سوى جزر الصبار التي تعني أمازيغيا تيكناريين. خط الربط بين المغرب وجزر الكناري أصبح ممكنا اليوم بعد ان هيئت الجارة أرضها وخصبتها بأسمدتها وبأموالها، ليحرتها المغرب بجراره ويزرعها ويحصد غلتها بعد نضجها. مشهد يذكرنا نحن حاملي الثقافة البدوية بالعجل الذي ضرب في صغره من طرف صبي شقي، فضل العجل المغبون يتحين الفرصة للانتقام ورد الدين وهو ما كان له عندما كبر الثور وانتفخت أوداجه واكتنزت أفخاده شحما ولحما من علف الصبي المعتدي. الثيران لا تنسى يا تبون وفي هيجانها تسبب المأسى. ولكن ما أكثر عجائبك يا تبون وما أكثر منافعك بعد حلاوتك. فليلى المترنحة على فوق رمال شاطئ مغربي جميل، لم تكن فقط فاتنة، بل أصبحت اليوم تورا.

الحسين بوالزيت
صخفي وباحث في التاريخ
ينصح بقراءته مع قهوة الصباح.

ليست هناك تعليقات: