بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 16 ديسمبر 2020

اوهام الايديولوجيات المهاجرة لقضايا اوطانها ..















مركزتيفاوت الإعلامي
 ابراهيم توفيق



اللافت لنظر فيما روج حول بلاغ الديوان الملكي بصدد اعادة فتح مكاتب التواصل في كل من الرباط وتل ابيب باستناف جديد بعد ان تم قطعها مند عقد الالفين لأسباب تتعلق بالهجمات التي شنتها الالة العسكرية الاسرائلية المفرطة على الفلسطينين بغزة ،وما تبعه من تعليقات بصدد تغريدة دولاند ترامب حول الاعتراف الرسمي بمغربية الصحراء على بعد مدة قصير لانتهاء ولايته الرئاسية للولايات المتحدة الامريكية .
واختلف النقاش الواسع حول مجريات الأحداث التي يرى فيها الأغلبية على وسائل التواصل الاجتماعي والمواقف الحزبية والمدنية مساندة الموقف الذي جاء في بلاغ الديوان الملكي ،لما يتضنه من خطاب يضع الموقف المغربي في واجهة الاستئناف للعلاقات التواصلية بين المغرب ويهودها المغاربة الحاملين للجنسية المغربية وموطنهم الاصلي ،وفتح امكانيات تعاون اقتصادي وثقافي يعود بنتائج مهمة للمغرب ولليهود المغاربة في تسهيل كل الظرووف المواتية لتواصل والحنين بارض اجدادهم بانسيابية سلسة .الاجراء الذي تلقاه اليهود المغاربة في كل من اسرائيل والمغرب بفرحة ومشاعر قوية ابانت عن حبهم للمغرب وتمسكهم بأصولهم المغربية وتميزت التصريحات التي ادلوا بكثير من الاطمئنان والسرور والتأييد .
وفي ذات الوقت اتسم بلاغ الديوان الملكي برؤية غير قابلة لتجزيئ ،اد من جهة لا يضع الموقف المغربي اتجاه القضية الفلسطينية وفق ما تم اعلانه مند البداية بحق الشعب الفلسطيني في دولة مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية واستقلالها ،وضرورة ترسيخ السلام الفلسطيني الاسرائيلي .
والتصور الذي ابداه البلاغ الملكي والذي تزامن في نفس الوقت مع تغريدة ترامب حول الاعتراف بسيادة المغرب على صحرائه ،جعل البعض من الاراء تجنح الى اعتبار القضية مؤامرة ضد القضية الفلسطينية ،ما فتح فوهة بركان الاحتقان الشرق الأوسطي يطفوا على ارائها بخيانة القضية الفلسطينية ،وما يتبعها من شعارات تحلم بجيوش صلاح الدين الايوبي وباوهام البعثين والقومين الذين صنعوا ازمات وعلل ما زالت المنطقة تعيش على تداعياتها بالتلويحات الرامية الى القوة والسلاح .وشكلت تلك المراحل مأساة جلبت الكثير من الاهات والتأفف في اوساط الشعوب الشرق اوسطية .
ولم يتوقف زناد توجيه اللوم منبتقة من اديولوجيات ومذاهب منغلقة تغني على ايقاعات الشرق الذي اسطفوه امامهم ،كأنهم تابعين لما قام هناك ،واخدوه نهجا عقديا ايمانيا وحولوه الى افيون تخدير المغاربة ،والاستغلال الممقوت في تجارة بالية تبحث عن منفد لها لتحقيق مارب تنزف في حياة الشعوب من اجل الظفر بكراسي وامتيازات فتسابقت نضالاتهم نحو قيام دول بمفاهيم شمولية ،وتسمح لنفسها بقولبة مصير الشعوب بديكتاتورية لا تستدعي حقوق الانسان الا لتزين خطابها الايديولوجي الغارق في التباكي والانتصارات المضللة في بحر من الفقر والانهيار .ويستطيع المرء ان يسجل عدم جدواها في النماذج التاريخية التي انبتقت من خطاباتها وما عري من عورتها مند عقود ببهرجات واحلام وخطابات وسيلفيات مزيفة والواقع بالملموس ميؤوس لحاله.
ولم تعد المقايضة التي يعيب بها الموقف المغربي من خلال محتوى بلاغ الديوان الملكي قضية تحتاج الى تفنيد بلادة رأي زائف يجرد معنى الفهم بما يقصد حقيقة بالديبلوماسية اي مغزى المطويات بالمعنى الاغريقي وفي التحديد الروماني ومرونة الديبلوماسي وفي مكانة الهيئة الديبلوماسية في السياسة الخارجية لتقويض الحروب ،وفتح باب التفاوض والسلام والحقوق في خدمة اهذاف الدول وشعوبها واسس استقرارها في امن وسلام .
ومن تمة فبلاغ الديوان الملكي واضح في السياسة الخارجية في موقفه من قضية وحدته الترابية وكذا في التعاطي مع القضايا العادلة ومنها القضية الفلسطينية والسلام العالمين ونخص بالتحديد في مناطق التنازع والحروب .وما يؤسف له من تزوير وتقليب لمعطيات البلاغ وممارسة التوهيم والتجيش العاطفي من لدن خطابات لا تفارق مكانها من السبعيانات من القرن الماضي ،وما زالت نخب يرجى منها مواكبة حركة التحولات وابت ذلك ..ولو طارت معزا...بالمثل المغربي المتسم بالجحود والعناد والاغواء،ومزيج من الاحساس بالهزيمة والضعف في البدائل والشعور بالمؤامرة ،وتندرج هذه الخصائص والمميزات في خانة التوجس السيكولوجي.وهذا التوجه مهاجر لهويته والانتماء واسبقية الذات وتقديرها لمكون هام للقوة الى افكار واوهام يحملها لضرب توابثه ،بل منها من يتحامل ويهاجم ادا سمحت لهم الظرووف في البلدان الاجنبية .ويستدعي الغير ويستفزعه لنيل من تاريخه ووطنه وارضه ومواطنيه ونظامه القائم على الاستمرار .
هذه الافكار الهدامة اليوم تريد ان تعشعش على خلفيات مؤولة بالتحريف من البلاغ الملكي ،والتشكيك فيه ومازر من القومجين ونخبها واعداء المغرب ووحدته الترابية ،وبدأت تبحث عن منفد لزعزعة استقراره ،من خلال مدها الايدولوجي المتهالك.
الحق يقال موقف المغاربة لا يخرج عن مضمون بلاغ الديوان الملكي بمعانيه وما يمثل من تأصيل مغربي لتعدديته وجنوحه الدائم لسلم والتطور الحاصل في سياسته الخارجية وديبلوماسيته ومساراتها المتنوعة ،والكفاءة والجدارة بقيادات جديرة بالمعطيات الواقعية والعلمية والثقافية والاكاديمية وتحويلها الى ما نتج من مفاهيم وطروحات ديبلوماسية متلت مكمن اعجاب المنتظم الدولي واشادة الدول .
وهذا لا يأخده المنزوعين الى نظريات العداوة والضرب في قيمة المغرب بنفس لغة الانفصال ومفاهيمها ،لقد انكشف سر العناد ولا تقتات الضباع الا في الشبهة والجتت المتعفنة ولن تجيد الأيام القادمة الا بمزيد من مغزى تواطئ وعناد وجحود وكشف لمقتضى تصريحاتها مستغلة اجواء الحريات لتبرير عدم انتمائها واولوية الاوهام على قضية الوحدة الترابية ،وهم القابعون في بيوتهم ينتظرون الضربات للمغرب ،ولم تتحرك اصوات ضمائرهم الجوفاء في اتجاه بناء ديبلوماسية شعبية تستغل هذا الدعم الخارجي الشعبي والجماهري لصالح مقومات وجودهم في الوطن وعلى رأسها الوحدة الترابية .

ليست هناك تعليقات: