بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 12 ديسمبر 2020

جوابا على سؤال ماذا استفادت الحركة الأمازيغية !؟

مركزتيفاوت الإعلامي
حمو حسناوي.
صفعة التطبيع جعلت الكثيرين يغيرون نبرة صوتهم التي كانت مشحونة بألفاظ التخوين من قبل وخصوصا للحركة الأمازيغية، التي لم تهمها قضايا الشرق أكثر من الوطن وجعلت هؤلاء يطرحون السؤال حول ماذا ستستفيذ الحركة الأمازيغية من التطبيع مع إسرائيل؟ والجواب أن ما استفاذته الحركة الأمازيغية ليس من قضية التطبيع فقط، هو أنها أصبحت القوة الوحيدة المنتجة لخطاب التغيير والتجديد ببلادنا وشمال افريقيا، بل إن خطابها تجاوز الحركة نفسها وأصبح خطاب دولة، فبعد أن كانت الوحيدة التي تنادي بالتعددية اللغوية والثقافية أصبح مفهوما تبنته الدولة، كما أنتجت مفاهيم أخرى كثيرة أصبحت اليوم محركا لدينامية سياسة الدولة، فأول حركة تطرح الحكم الذاتي والحكم الفيدرالي هي الحركة الأمازيغية وتلقفته الدولة ووظفته في إطار الجهوية الموسعة والحكم الذاتي للصحراء، وهي من أنتجت خطاب الأولوية لقضايا الوطن وتبنته الدولة بنظرية تازة قبل غزة، وهي من فرضت أمازيغية الصحراء فصار وزير الخارجية يقول جهارا نهارا بأن الصحراء ليست عربية والبوليزاريو ك ( دولة عربية) غير مرئية، وهي من كانت تنادي بالعمق الإفريقي وتبنت شعار الملك ماسينيسا إفريقيا للأفارقة، وصار فيما بعد نهجا مركزيا للدولة، وهي من نادت بتصحيح التاريخ فصرنا نرى اليوم خطوات لتنقية الكتب المدرسية من دنسها القديم المبني على الأساطير و الكراهية، وهي من كانت تتجرأ  لتعلن أن لا معنى لمصطلح التطبيع في اللغة و الواقع، وأن اسرائيل دولة قائمة باعتراف أممي وليس هناك اي مبرر لعدم التعامل معها، واليوم نرى أن الدولة ترسم علاقاتها معها ودون عقد نقص بل و بصفقة تضمن المصالح العليا للوطن في وحدة ترابه.
الحركة بكل بساطة استفادت من أن خطابها أصبح مؤثرا في سياسات الدولة، أولا لنسبيته وواقعيته وعقلانيته، وثانيا لأنها تيار فكري هوياتي وقوة ضغط تسعى للتغيير وليست إطارا سياسيا يبحث عن مصالح التموقع والربح كباقي الأطراف أو كما يحاول البعض زجها في خانته التفافا على مطلب آخر واقعي وهو ضمان الحقوق السياسية للأمازيغ والذي لا نستبعد أن يكون هو الآخر واقعا ولو بعد حين، فالدولة تستثمر خطاب الحركة الواقعي ليس حبا لها بطبيعة الحال، لكن لعجز باقي التيارات عن انتاج خطاب بديل وواقعي ينافس خطاب الحركة الذي لا تحكمه سوى مصلحة الأرض التي تعتبرها مرجعية أساسية لها، عكس كل التيارات الأخرى التي تعيش على هذه الأرض و تحرك بآلات التحكم عن بعد من الشرق و الغرب وتجتر خطاباتها.
ما استفادته الحركة ان خطابها مع الوقت يصبح خطاب دولة وتحافظ في ذات الوقت على موقعها كقوة اقتراحية واحتجاجية نضالية ضد سياسات الدولة.

ليست هناك تعليقات: