ذ.عمر افضن
قام يومه الجمعة 27 نونبر 2020 ، رؤساء ثمانية أحزاب مغربية، وفرق برلمانية، من البرلمان المغربي بزيارة لمعبر الگرگرات بهدف "مؤازرة عناصر القوات المسلحة المغربية وحتى نعرف دوافع هذه الزيارة يمكن الادلاء بالملاحطات التالية :
1- زيارة وفد من الحكومة المغربية ممثلة بثمانية احزاب هو رسالة إلى ماقبل تشكيل حكومة "البلوكاج" او ما يمكن تسميته ب G8 والتي كانت وراء ابعاد حكومة عبد الله كيران الثانية ، بعد استبعاده وتشكيل بعد ذلك حكومة "مانزكين " بقيادة سعد الدين العثماني عن حزب العدالة والتنمية وهي فترة زمنية تميزت باحداث الريف التي ادت الى توتر الاوضاع واعتقال زعماء حراكها ، وهو ما خلف إعادة ترتيب الاوراق بالتخلص من تيار ما يسمى "الشعبوين، تنسيق الاحزاب الثمانية هو "مساج " ايضا ، يفيد على استمرار هذا التنسيق ويعكس ما سيكون عليه الوضع السياسي في ظل القادم من الايام بعد الاتفاق المسبق على تقسيم الكعكعة من خلال الترويج للقاسم الانتخابي .
2-رسالة من الحكومة المغربية باغلبيتها ومعارضتها على أن الأحزاب المغربية تتجاوز مقاربة الاعيان و القبلية الصحراوية ، كما ان تواجد الملياردير اخنوش ، هو توجيه الوضع ومحاولة التلميح بتهديد نمط اقتصاد الريع ، خاصة وأن ورؤساء الجهات الثلاث الجنوبية غائبون عن هذه الزيارة ، وكشف أن منطق المركز هو القائم في المستقبل القريب ، خلافا الأطروحة القائمة على الجهوية الموسعة ، وهو ما يعني إمكانية الغاء الحديث عن مبادرة الحكم الداتي بعد فتح معبر الگرگرات وتحصين الحدود مع موريتانيا ، وهو ما يجعل المغرب قد ربح رهان مرور البضاىع والاشخاص الى الدول الافريقية ، خاصة وأن اية عملية تهديد امن وسلامة المدنيين يدخل في إطار المساس الصريح بالقانون الدولي تحت علة حق حماية تنقل البضائع والاشخاص .
3- تواجد رئيس الحكومة مع اغلبيته ومعارضته ، انما هو محاولة لتشجيع أرباب الشاحنات لأستئناف الرحلات نحو الدول المجاورة بدون مركب خوف ، خاصة وأن هذا الوفد يضم الملياردير رجل الأعمال عزيز أخنوش المحسوب على سوس دون مليارديرات اخرين . كما انه مناسبة ايضا لخلق الانطباع الايجابي على أن المغرب يعمل على تنمية اقاليمه الصحراوية وتحت سيادته ، بعيدا عن خطاب المتداول في التواصل الاجتماعي ، تفاديا لزرع الشك عن وجود مواجهات مسلحة بين الجيش المغربي ومليشيات البوليساريو .
4- التسويق الإعلامي على أن معبر الگرگرات التجاري لم يتأثرا، وذلك بغية التأكيد للشارع المغربي بان كفة الحرب تميل لصالحه وان حدوده محصنة بما يكفي من العدة والعدد، وهو ماجسدته مراسلات من عين المكان من صحافة مغربية ونقل خاص للتلفزة المغربية .
5- إظهار إجماع وطني حول الوحدة الترابية للمملكة المغربية ، وهي قاعدة يستعملها النظام المغربي في كل المناسبات التي يتصاعد فيها التوتر في قضية نزاع الصحراء ، كما هو حال تحريك المسيرات والاحتجاحات في الداخل والخارج ..وكلنا نتذكر مسيرات ضد الحزب الشعبي الاسباني ، ومسيرة ضد قرار بن كيمون....
إجمالا ، يمكن القول إن زيارة حكومة العثماني ب (اصحاب اليمين ، مع أصحاب الشمال كما يظهر في صورة تم التقاطها مع اطيافها في عين المكان ) ، انما اراد التأكيد على ان تمة اجماع مغربيا حول وحدة المملكة المغربية ،وان الأمر لا يتعلق بطرف قابض لملف الصحراء دون الشعب ، ويبقى المكون الأمازيغي الذي يمثل الأغلبية من اكبر الغائبين في مثل هذه المناسبات ولا حتى في النقاش لطرح وجهة نظرهم في تحديد مستقبل الاقليم ، وتمكين السكان الاصليين من اشراكهم في الحلول الممكنة ، وهو مايتناقض مع تقليد ظل سائرا في الصحراء في ما مضى دون تمييز ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق