
مركزتيفاوت الإعلامي
عبدالله الحلوي
هذا المقال محاولة محاولة لتحفيز تفكير القارئ العزيز في في مجموعة من المشاكل الفلسفية باستعمال صُوَرٍ واستعارات نستعملها في حياتنا اليومية العادية ... فمما نتعلمه من هايدڭر أن التفكير هو، في جوهره، نوع من "الإنصات" الجيد للوجود من خلال النظر في "المسكن" الذي يسكن فيه هذا الوجود الذي هو اللغة. دقّة الإنصات وعمقه واتساعه هو ما سيحرر "الإنسان العادي" من العطالة الفلسفية التي يعاني منها والتي عبر عنها أحد أعلام الفكر الفلسفي المعاصر بقوله: ” إن العاميَّ عندما يتفلسف فإما أن يكرر ما قاله غيره وإما أن ينتج أفكارا خاطئة!“.
الدّاعي والمدعُوّ في "لالّا منّانة"
كل المغاربة يعرفون الأغنية الشعبية "لالاّ منانة":
ألالا منّانة
آجي تكوني بنتي
وندير ليك حمالة
بالخوخ والرمانة
والساقية تسقينا
والواد ما يدّينا
تبتدأ هذه الأغنية بحرف النداء " آ". فمن الذي يدعو؟ ولِمَ يدعو؟ لست متأكداً ما إذا كان الداعي رجلا أو امرأة لذلك سأكتفي بأن أسميه"الداعي" بغض النظر عن جنسه. فماذا يريد الداعي من لالاّ منانة؟ ...
أولا، يريد أن يجعل منها ابنة (أجي تكوني بنتي!) .. يريد أن يتبناها. لماذا؟ ربما لأنها كانت يتيمة، أو نغلاً نكرة (بنت حرام)، أو أَمَةٌ تتوق إلى العتق .. الإبن سيد من سادات البيت لذلك فهو يرث، أما النغل والعبد واليتيم فلا إرث لهم. الإبن ينتمي إلى البيت، أما الآخرون فلا ينتمون سوى لوجودهم القاتِم البارد. ..
ثانيا، يريد "الداعي" أن يجعل عالمها جميلا بأن يصنع لها شيئا مثيرا، لا أعرف ما هو، اسمه "حمالة" بالخوخ والرمانة (وندير ليك حمالة بالخوخ والرمانة) .. العالم مظلم وبارد وشاسع ولكن الحمالة تجعله يبدو مشمسا وحيويا وقابلاً لأن يُلعب فيه ...
ثالثا، يعِدها بأنها ستستسقي من الساقية وبأن الواد لن يجرفها (الساقية تْسْقينا والواد ما يْدِّينا). الساقية والواد كلاهما يحتويان على الماء ... لكن مياه الساقية تحيي أما مياه الواد فتدمِّر! يعد الداعي إذن بأن يحفظ لالاّ منانة من الطوفان.. أي من حقيقة الخلاء المضطرب المحيط بنا الذي نحجب رُعْبَتَه بالهروب إلى أخاديد أحلامنا... هي ذي ذراع الداعي مدودة لك يا لالاّ منانة ..ودعوة الداعي هي الرجاء الموضوع أمام إنسانيتنا!
الإنسان كينونة تُنادي ويُنادى عليها...ُينَادَى عليها لسببين:أولهما أن لها اسما، وثانيهما أن لها هوية ذاتية قُدِّر لها ألاَ تُطابق غيرها. وعندما أنادي، فأنا أدعو، أي أطلب من الغير خرق ما يحجبه عني لكي يأتي إليَّ. فما الذي يحجبه عنِّي؟ ما هو هذا الشَّيئ الذي تَتَمَنَّع به الكينونة فلا تصير بسببه جاهزة إلاَّ إذا نودِي عليها؟ ... إنَّه بدون شك: الوجود... وجودها الخاص. فالوجود قاتم منغلقٌ لا يطابق إلا نفسه ولا يحيل إلاَّ على ذاته. ”وجودنا الخاص“ هو بُعد ذو عمقٍ جهنميٍّ من حضورنا في هذا الحوض الوجوديِّ الذي نتمثَّله عالما. هو أيضا وجود لا تعُيُّن فيه، ولا تمَيُز، و غير قابل للتفاعل مع أي شيء آخر. هو مُجَرّد وجودٍ ملقىً به غيرِ مَرقومٍ، يشْرُدُ به الشّخص عن الأغيار ويذهل به عن كل ما لم تكنه كينونته.
بهذا المعنى فإن وجودنا هو شرط غُربتنا عن ذواتنا وعن غيرنا وعن مُثُلنا. به نخْتَبِرُ البُعدَ عن المُنادين وبسَبِبِه يَعسُرٌ تصريفُ ما نتشوَّقُ له من شعارات أخلاقية. إنه الجزء المائت من حضورنا في العالم الذي يشارك الخليقة في أنينها.
يتخذ هذا الإغتراب في وجودنا الخاص أشكالا كثيرة كالملل والإكتئاب والإحساس بعدم الجدوى والقنوط .. لذلك نحتاج دائما لمن يدعونا من هذا الإغتراب القاتل ولمن يعطينا وعدا بشيء جميل (حمالة بالخوخ والرمانة!) .. لكن، لماذا يبدو "وجودنا" مُملّاً؟ .. ما هو الأصل الوجودي الأعمق للإكتئاب؟
المتاهة الكبرى
يوجد في جزيرة كريت الهيلينية موقع أثري إسمه كنوسوس يحتوي على قصر بجانبه ساحة رقص كبيرة. وصُمِّمت مرافق القصر وقاعاته ليكون هذا القصر متاهة كبيرة يعجز كل من دخل إليها أن يخرج منها. وتحكي إحدى الأساطير القديمة أن هذا القصر-المتاهة بُني خِصِّيصاً لحبس الملك-الثور مينوتور الذي عُرِف ببطشه الشديد بأعدائه. لذلك فإن فكرة المتاهة بقيت مرتبطة إلى حد اليوم بالحضارة الميناوية التي اتخذت من كنوسوس مركزا لها. فما هي المتاهة، إذن؟
بما أن للمتاهة قدرة على حجز جبار البأس مينوتور، فهي جبروت صامت يبيد الأقوياء والعُتاة ويكسر شوكتهم. عندما تقع في فخ المتاهة، فإنك ستحس بشكل مستمر بأنك تتقدم نحو الأمام لتكتشف، بعد أن يضنيك وهم التقدم إلى الأمام، أنك لا تبرح مكانك وأنك لا تتجاوز الحدود التي وضعتها لك المتاهة. وستكتشف أيضا، إذا ما وجدت معالم هادية في الدروب الملتوية للمتاهة، أن هذه المعالم لا تشير سوى لنقطة واحدة وهي مركز المتاهة.
المتاهة لا تحيل سوى على نفسها ... المتاهة هي تراجيديا الوجود الإنساني الذي يوهمنا بُعدُ المستقبل فيه أننا نسير نَحْوَ ... لنكتشف فيما بعد أن كل خطوة نخطوها نحو الفجر هي خطوة نحو ظلمة وجودنا التي نحاول أن نتنكر لها ببهجة العيد وصخب الأعراس ... فما أحوج إنسانيتنا إلى التفكر في الرجاء الموضوع أمامها من خلال الوعي بالمتاهة الّتي قُذفنا فيها.
تبديد أثر "المتاهة" في صخب "الإمكانيات"
عندما كنا صغاراً، كنَّا نطلب من أمَّهاتنا أن تعطيننا ”خْبْيّْز فيهْ شي حاجَة“... ما هي هذه "الحاجة" التي كانت تضعها أمهاتنا وسط قطعة الخبز؟ إنها ليست هي نفسها شرائح البطاطس أوحبَّات الزيتون أوالزبدة أوالجبن التي تحشو بها أمهاتنا قطع الخبزالبيتي...! فعندما تتحوَّل "الحاجة" إلى شيئ معلوم، تفقد الأكلة قيمتها بصفتها "خْبْيّْز فيهْ شي حاجَة" وتصيرمجرد أكلة كبقية الأكلات الأخرى. فما هو "خْبْيّْز فيهْ شي حاجَة" إذن؟
أولا، لكي يكون "خْبْيّْز فيهْ شي حاجَة" كذلك ينبغي أن يكون حدثا مستقبليّاً-شيئا يُتطَلَّعُ إليه ويُنتَظَرُ بإيمان لايتوقَّع لنفسه أن يخيب.
ثانيا، خْبْيّْز فيهْ شي حاجَة هو حدث مفرِح، لذلك فهو بمنزلة الهديَّة التي قد تُدخل شيئاً من السرور على قلب الطفل.
ثالثا، خْبْيّْز فيهْ شي حاجَة ليس شيئاً محَدَّداً بل سديماً مُلوّناً من الإمكانيات المستقبلية التي يبقى طابعها المُفرِحُ مرتبطاً بكونها إمكانيات لم تَتَعَيَّنْ بعدُ في عالم تعاستنا.
إنّ من مفارقات هذا الإسقاط الوجودي الذي نسميه "تاريخا" أنَّنا لا نَخبِر فيه مِلءَ الوجود ولا نحتفل به إلاَّ عندما ننفتِح عليه رُزْمَةً لاشكل لها من الإمكانيات والأحلام غيرِ المحدَّدة وغير الواضحة. لذلك فكثير من الناس يقضون النصف الأوّل من حياتهم مستمتعين بالتحليق من حلم إلى حلم، وإذا تحقق أحد أحلامهم، يقضون النصف الثاني من حياتهم يصارعون الملل من حلمهم المحقق. وبما أن الملل، في نهاية التحليل،هو سعي الكينونة إلى الجديد، وبما أن الجديد هو مجرَّد تمثيل للكينونة فيانفتاحها، فإن "خْبْيّْز فيهْ شي حاجَة" هو سعي مبكِّر للكينونة وتحسُّسٌ مُحْتَفِلٌ بها... إننا في حاجة إلىتاريخ جديد لا نستمتع فيه فقط بغموض الإمكانيات بل أيضا بوضوح ما تحقَّقَ منها في لُحيظات حياتنا.
تبديد أثر "المتاهة" في "الآخر"
يصف إدغار آلان بو في إحدى قصصه مرضا نفسيا غريبا ابتُلِي به راوي القصة اسمه المونومينيا. والمونومينيا، حسب وصف الكاتب له، حالة عصبية نفسية تجعل المصاب بها يركز على تفاصيل إدراكية معزولة بشكل مبالغ فيه وغير مبرَّر. فالراوي نفسه، مثلا، يحكي أنه اختبر في أحد المواقف حالة مونومينيا شديدة جعلته لا يرى في حبيبته التي كانت واقفة أمامه ثم انصرفت سوىأسنانها. وحتى بعد مغادرتها للغرفة التي كان يوجد بها الراوي، لم يتوقف هذا الأخير عن رؤية أسنانها في كل مكان بالغرفة ... فقد سيطرت أسنانها بشكلها ولونها وتوزيعها على مداركه سيطرة لم يستطع معها نقل انتباهه إلى شيئ آخر غيرها ... المونومينيا، إذن، حالة مرضية.
إلا أن المتأمِّل في أحوال الناس سيكتشف أن المونومينيا هذه ليست سوى حالة مكبَّرة لبُعد جوهريٍّ من أبعاد إنسانيتنا نَختبِرُه كل يوم في حياتنا العادية. ولا يظهر هذا البعد بشكلٍ واضح جلِيًّ سوى في حالة موت المحبوب. فعندما يختطف الموت أحد أحبَّائنا، يستَبِدُّ بنا نُزوعٌ غريب إلى تذكُّر تفاصيل حياتيَّة ترتبط بالمحبوب المفقود لم نكن ننتبه لها أونضفي عليها قيمة خاصَّة. أتذكَّر مثلا أني سمعت فتاة كانت تنحب أباها بصوت رهيب وبكاء غير عاد في جو جنائزي يقشعر له البدن مردِّدَة في نحيبها "من سيُعطيني بعدك يا أبي قطعة حلوى في كل صباح!". لقد تحوَّل تفصيل صغير في تاريخ علاقة هذه الفتاة بأبيها إلى سُلطان وجوديٍّ استبدَّ في إدراكها للعالم استبدادا لم تعد معه قادرة على الإنفكاك من صورة المحبوب المفقود. ألا ترى بأن رحيل المحبوب يجعلك تعيد اكتشاف أشيائه الصَّغيرة التي كانت تشكِّل قوام كينونته؟ أَوَلا يجعلك رحيله تتذكَّر طريقة ضحكه وابتسامه وارتباكه ومشيه ...؟ أوَلا يجعلك هذا التذكُّرُ تعيد اكتشاف قيمة هذه الأشياء الصغيرة حتى إنك قد تتخيلها في كل ما يحيط بك من مظاهر الوجود الإنساني؟ فالإنسان ليس وجوداً يختفي بل هو كينونة تُفقد ... وعظيم هو الفرق بين الإختفاء والفقدان. مناط مأساة الموت، إذن، أن الإنسان كينونة ... والكينونة هي الوجود الذي يكون كل شيئ آخر غير ذاته ويتحوَّل، إذ يكون غيره، إلى قيمة تُطلب.
لكن ماذا يريد "الآخر"؟
لم تكن الزوجة الأمريكية، في أقصوصة هيمينغوي المعنونة ب"القطة التي تحت المطر"، تريد شيئا آخر غير الحصول على القطة التي رأت من نافذة غرفة في فندق إيطالي حلت به مع زوجها الأمريكي. أمّا زوجها فلم يكن يكترث أصلا بما كانت ترغب فيه زوجته. كانت ترغب أن يكون لها شعر طويل وأن تتناول الطعام على مائدة فوقها شمعدان من نحاس وأن يكون الفصل ربيعا ... كانت ترغب أيضا ً في أن تحصل على قطيطة. ومن أوجه قصور الفلسفة أنها لم تفكر بشكل جِدِّيٍّ في طبيعة هذه "القطيطة" التي ترغب فيها المرأة. فالمرأة لا " تحتاج" فقط بل هي في حاجة لأن تبقى "في حاجة"، وهذا بالضبط ما يجعل إرضاءها بشكل تام مطلباً ممتنعا.
المرأة كينونة تكونُ الرجلَ بأن تُدَخِّنه بشكل أبدي، لأنّ بنية رغبتها فيه ليست هي "الوصال" كما يتوهم الشعراء، بل "الشَّوق". والشوق هوميْلٌ إلى الشيئ لا يبلُغُ، فنقول "شاق الحبل إلى الطُّنب أي أماله إليه". لذلك فإن موضوع الشوق ليس هو "الوتد الذي يمتَدُّ إليه الحبل"، بل الفراغ الذي يمتد فيه هذا الحبل. فالمرأة لا تحب الرجل بل تحب "شكل غيابه"، أي تلك المسافة اللذيذة التي تفصلها عنه ... وتلكم هي الُقطَيْطَة - الوجود الصغير الملتبس الذي ينفلت دون أن تدل حركته على انفلاته. لقد قُضِيَ على المرأة أن تحب العدم. ولهذا فإن الحب ليس مثلا من المُثُل ينبغي أن نتغنى به، بل هو مشكلة وجودية يجب أن نسعى إلى فهمها وحلها ... وبذلك قد نصل إلى سر من أسرار الرجاء الموضوع أمامنا.
مشكلة "معيزة القبور"
ما معنى أن تعيش في المدينة؟ عندما تقف أمام جماعة الأغيار فإنك ترتبك وتقلق وتتحرج. لماذا؟ لأنهم يحملون صفتين تهدِّدان انتِظامَك في في ظلمة هذا الكهف الباردِ الذي نسميه "عالماً". الصفة الأولى هي صفة "الغيرية"، و الصفة الثانية هي صفة"الجماعية".
ورغم أننا نخبر الغير في حياتنا "أنيسا" و"معينا" و"صديقا"، فإننا نتوجس مما يمكن أن يعنيه وجود مثيل "ليس هو أنا" في نفس المجال الذي أسعى إلى أن أكونه بالتمام. فأنا أحتفل بالغير لأني أكتشف فيه أن هذا الوجود الملقى به أمامي يمكن أن يكون كينونة تكون غيرها .. مثلي تماما. أحتفل بالغير بأن "أعاشره" وألتقي به وأُحادثه وأتحدث عنه وأجالسه وأصادفه في "السوق" و "المقهى". إلا أن الغير وجود في الخارج "هناك" يجانس حوضه الوجودي ويطابق نفسه مطابقة تجعله منغلقا على ظلمته الداخلية، لا يسمع سوى صوته ولا يرى إلا صورته. لذلك فإن الغير ليس مثلي. إنه طُعْمٌ وضعه الوجود في طريقي لكي يبتلعني بأن يُفْقِدني القدرة على أن أكون. الغير هو "معيزة القبور" التي تحاول بمكرها الشيطاني أن تقنعك بأنها امرأة لتكتشف أخيرا، عندما تنظر إلى قدميها، بأنها جنية ...
الصفة الثانية لجماعة الأغيار أنهم "جماعة" ... إنهم "حمية" و الحَميّة، كما يقول المثل، "تغلب السبع". فالجماعة هي الوجود عندما لا يُخفي رغبته في حرمانك من أن تكون. فهي لا تترك لك سوى خيار واحد، وهو أن تصرخ معها بجنون. لذلك فإن كل جماعة هي بالضرورة جماعة أغبياء.
الغير يمكن أن يكون عقلانيا وأن "يقنعك" باستعمال هذه العاهرة التي نسميها بلاغة بأن الإنتحار فضيلة. أما الجماعة فهي تقتلك فقط. الغير يغتصبك بعد أن يقنعك بأنه يحبك. أما الجماعة فهي تختنك و تفترع بكارتك دون أن تأخذ إذنك. الغير يسلبك مالك بالقِمار. أما الجماعة فهي تسبيك وتغتنم كل مالك. الغير يغريك بالجنة. أما الجماعة فترهبك بالنار... إذا فهمنا الغير والجماعة على هذا النحو، فإننا إذّاك سنفهم ماذا يعني أن نكون في حاجة إلى المدينة. فللمدينة سور يجعلني في منأى عن العدو (الغير) و الموت. فالمقبرة توجد دائما خارج الأسوار. و كل هؤلاء الذين يعيشون داخل السور ليسوا "هؤلاء" أصلا. إنهم "أنا"، "أبناء" مدينتي و حيي. هذا بالإضافة إلى أن "لي بيتا" داخل المدينة لا يحق للجماعة أن تشاركني فيه ... بيتا أستطيع داخله أن أرتكب أخطاء في الإملاء والصرف و الحساب دون أن يُُلقى بي في النار. لنتذكر أن الجماعة لا تحب البيوت بل تفضل، الخيام لأن باب الخيمة المشرع عن آخره يسمح لها أن تُدْخِل صخبها وآلهتها اللِّواطية وحقدها على الخلق و الإبداع إلى جميع غرف النوم. المدينة، إذن، حل ابتدعته الكينونة لكي تكون.
abdellahelhaloui@gmail.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق