بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 18 مارس 2016

حوار بين شهيدين أمازيغيين "عمر خالق" و "حسن بلكيش".


مركزتيفاوت الإعلامي
جدل في العالم الآخر
حوار بين شهيدين أمازيغيين "عمر خالق" و "حسن بلكيش".
بقلم المعتقل السياسي مصطفى أوساي



_إيزم: شاءت الأقدار اللعينة أن نلتقي بعد أن انتقل جثمان كلانا إلى الرفيق الأعلى،أحدنا اغتالته أيادي الغدر الإنفصالية ،أعداء الرأي المخالف الحاقدين على القضية الأمازيغية و الراغبين في كسر جدار حصانتها التاريخي، و الآخر اغتالوه بعد أن اختطفه الجبناء الذين لم يستطيعوا التعبير عن ذاتهم، وإبراز أسباب اختطافه و قتله،من يدري قد يكون مرتزقة المخزن العروبي وقد يكون أعداء الحضارة الأمازيغية من بني داعش .
_ريفنوكس: مهما يكن نحن لم نمت،لأننا في العالم الآخر معززين ،فنحن شهداء وكلانا مات مغدورا ويحمل إثمه قاتله،وكلانا لم يمت لأنه سارق أو مغتصب،بل لأنه مناضل و مدافع عن حق شعب انتزع منه حق الوجود التاريخي وحق الإعتراف به كحضارة و ككيان و هوية.
_إيزم: نعم لم نمت ،وراءنا فيالق من المناضلين الأمازيغيين الذين سيثبتون لأعدائهم القوميين العرب أنهم ليسوا بدوا ،بل أناس متحضرين، متواجدين بالفعل و بالإحساس التاريخي و بحق الكينونة ،عكس أولائك الذين يتعصبون لعروبة غيرهم ويدحرون حق الآخر في التعبير عن ذاته وكيانه الأمازيغي و يجهضون حقهم في الممارسة السياسية .
_ريفينوكس: تلك طبيعة الأنظمة المستبدة و المستعمرة يا "إيزم" فهي تقتصر على ذاتها و تكره الآخر، وتقتل محاولته لإثبات الذات ،إنها ل اتقر برأي مختلف ولا تؤسس ديموقراطيتها إلا على الدم ،وعبر استنزاف ثروات الشعب الأمازيغي و دحره وقتل مكونات الإنتماء داخله،الإنتماء للأرض و التاريخ و الهوية و المصير المشترك.
_إيزم: أكيد صديقي"حسن" لكن كن على يقين أنه لن يستمر هذا الإجهاض في حقنا التاريخي،لأن كافة أطياف الحركة الأمازيغية تستيقظ من سباتها العميق وهاهي تناضل إلى جانب شعبنا المقهور و الثوار بالدم و القلم من أجل إثبات ذاتها تاريخيا،والحق أني حين سمعت عن أطياف المناضلين الأمازيغ المعدودة بالآلاف و عشرات الآلاف التي حضرت جنازتي من كل حذب وصوب ،أحسست أن الكيان سيلمع ضياءه رغم الإضطهاد و الإعتقال و القمع البوليسي ورغم أساليب الإرهاب السياسي الذي يمارسه الكثيرون ضده .
_ربفينوكس: أما أنا يا"عمر" فقد أحسست بالغبن في موتي لأن حقيقة اختطافي لم تظهر إلى الآن ،ولم يعلم الجميع من كان وراء قتلي، ولكنني أدرك يقينا أن مدة التعتيم قصيرة،لأنه مهما أخفى الطاغوت الحاكم معالم القتل و الإغتيال والإختطاف، لابد أن تبرز الحقيقة للعامة ولو بعد حين، في البدء كان الحديث عن اغتيال "عباس لمساعدي" و "اختطاف بوجمعة لهباز" خطا أحمر لدى المخزن، و الآن أصبح الكل يتحدث وبدأت الحقيقة تظهر شيئا فشيئا و بالتالي فغدا ستظهر حقيقة قتلي ،لكن شريطة أن تعظ الفعاليات الأمازيغية بالأظافر على حقها في الوجود وفي السلطة وفي ممارستها للتعبير عن وجودها الحضاري.
_إيزم: أكيد يا"ريفينوكس"و أطلب منك أن لاتبوح الآن بأولائك المجرمون الذي أزهقوا روحك،دعنا نمتحن شعبنا الأمازيغي الوفي للضغط على المخزن المغربي من أجل التوصل إلى قتلتك، ألا تتذكر معي قول الشاعر أبي القاسم الشابي:
و من يتهيب صعود الجبال
يعش أبد الدهر بين الحفر
دعهم إذا يتعلموا صعود الجبال.
_ريفينوكس: أجل صديقي "إيزم" فتلك إرادة التاريخ وذلك مصير الحضارة، ففي البدء حاربوا السود بأمريكا و الآن يحكم الولايات المتحدة الأمريكية رئيس أسود من أصل كيني أفريقي، و غدا سيكون للأمازيغ موقع القدم في تاريخ" المغرب" الآتي ،الذي ستدشنه إرادة شعبه الأمازيغي،فالكيان الأمازيغي سينتصر في فرض كينونته،كما انتفض الكيان الكوردي في الأمس القريب بالعراق ...فليقوي الثوار إرادتهم الأمازيغية في إثبات ذاتهم، وفي انتظار ذلك أقول للأحرار الأمازيغ لاتتخلوا عن حقكم في الوجود التاريخي،فالحقوق تؤخذ ولا تعطى وتسقي بساتينها بدماء الشهداء وبحرية معتقلينا بسجن تولال1من أجل هذه القضية.
_إيزم:طبعا صديقي الغالي "حسن بلكيش" وإلى ملتقي آخر،فالآن سأذهب لأنام قليلا أزول.
_ريفينوكس:و أناكذلك سأذهب لأرتاح قليلا ولنا موعد في وقت لاحق تنميرت صديقي "عمر خالق".

سجن تولال 1 أمكناس
17/03/2016-2966

ليست هناك تعليقات: