بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 3 يوليو 2015

السلطة بين محاربة الإرهاب وممارسة الإرهاب



مركزتيفاوت الإعلامي
عادل أداسكو

الأحداث التي أصبحت تقع في بلادنا في الآونة الأخيرة والمتعلقة بمحاولة السلطة والتيار المحافظ السيطرة على الفضاء العام في عرقلة واضحة للتطور الديمقراطي الذي عرفته السنوات الأخيرة، تدل دلالة قاطعة على أننا نعيش مرحلة خطيرة من مراحل تطور المغرب، و هي المرحلة التي تعرف تزايد تهديد الإرهاب الدولي لكل بلدان شمال إفريقيا وكدا أوروبا والغرب عموما.
هذه التهديدات التي تستجيب لها السلطات برفع درجة القمع التي كانت في البداية مسلطة على المعارضين والحقوقيين، لتنتقل بعد ذلك إلى التسلط على المجتمع نفسه في إطار خطة ما تسميه محاربة الإرهاب، وبهذا تحولت سلطاتنا من محاربة الإرهاب إلى ممارسة الإرهاب ضد المجتمع بحجة وجود تهديدات خارجية.
في هذا الإطار نفسر الهجوم على الجمعيات ومنع الملتقيات والتضييق على المناضلين والتظاهرات والمسيرات في الشارع، كما نفسر اعتقال الشابين المثليين والتشهير بهما بشكل مضاد لأعراف الدول الديمقراطية، ومحاولة القتل التي تعرض لها أحد المثليين بفاس، واعتقال الفتاتين بانزكان اللتين كانتا ضحيتا التحرش لتصبحا في مخفر الشرطة متهمتين بخدش الحياء. كل هذا يظهر لنا ملامح مغرب المستقبل أنه مغرب مراقب ومحروس، مغرب محاصر يعتقل فيه الناس لأتفه الأسباب.
وإذا كان التيار المحافظ مبتهجا وسعيدا بهذه التعسفات لأنه صنيعة الاستبداد، فإن التيار الديمقراطي هو الذي سيقدم العدد الأكبر من الضحايا في حالة ما إذا سرنا في هذا الاتجاه، مما سيلزم على كل المؤمنين بالديمقراطية أن يتكتلوا ويشكلوا جبهة متراصة تظم الحركة الحقوقية، والحركة الأمازيغية، والحركة النسائية، والمثقفين، والمناضلين، والفنانين، وكل التنظيمات التي ترفع شعارات الحداثة والمواطنة والتغيير. وفي غياب هذا التكتل الضروري فسيكون علينا أن ننتظر الأسوأ.

ليست هناك تعليقات: