بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 3 يوليو 2015

هل عرفتم الآن كم تعاني البلدان الغربية مع مهاجرينا؟!

هل عرفتم الآن كم تعاني البلدان الغربية مع مهاجرينا؟!

مركزتيفاوت الإعلامي
محمد الراجي
باندلاع أولى أولى الصدامات بيْن مغاربة ومهاجرين من دول جنوب الصحراء في مدينة طنجة، وسبقتْها حوادث متفرّقة، يكونُ المغاربةُ قدْ شرعوا في تذوّق كأس المرارة التي تعبّ منها شعوب وسلطات البلدان الغربية جرّاء مشاكل الهجرة السريّة، والهجرة بصفة عامّة.

عنْدما أعلنتْ فرنسا في عهد الرئيس السابق نيكولا ساركوزي عنْ حُزمة إجراءاتٍ لمواجهة الهجرة السريّة، ومنها طرْدُ آلاف المهاجرين السرّيّين (منهم مغاربة)، نحو بُلدانهم الأصلية، ثارَ الناس عندنا، واتهموا السلطات الفرنسيّة بالعنصرية إزاءَ المهاجرين، واليوم، ونحنُ نرى مشاكل الهجرة في المغرب تطفو على السطح، سيعرف المغاربة معنى المثل العامّي القائل: "ما حَاسّْ بالمزود غير اللي مخبوط به"!

إقدامُ مهاجرينَ من دول جنوب الصحراء على احتلال مساكن مواطنين مغاربة بالقوة، أمرٌ مرفوض ومُدانٌ، وكان موقف السلطات صائبا حينَ حدّدتْ لهم أربعا وعشرين ساعة للإفراغ، قبْل إفراغهم بالقوة، فلوْ لم تتدخّل السلطات بذلك الحزم لتطوّرت الأمور إلى ما لا تُحمد عُقباه، وقدْ رأينا أولى المؤشرات على ذلك بمقتل أحد المهاجرين غير بعيد عن الحيّ الذي اندلعت فيه المواجهات بيْن مواطنين مغاربة ومهاجرين من جنوب الصحراء.

دعونا الآن نقارن ما قامتْ به السلطات المغربيّة مع ما تقوم به السلطات الفرنسية إزاءَ المهاجرين، المنتمين على الخصوص إلى الدول المغاربية، حينَ تندلع أعمال الشغب في الضواحي، وسنجدُ أنّ تدخّل السلطات الفرنسية لردْع المهاجرين المشاغبين، وثنيهم عن تخريب الممتلكات العامة موقف صائب، لكننا لا نقبله، ونعارضه، وندّد به، ولا نقبَل أن تُمسّ شعرة في رؤوس مهاجرينا، ولو عاثوا في أرض الجمهورية الفرنسية فسادا!

رأيي هذا لا يعني أنّني معَ طرْد الدول الغربية لمهاجرينا السرّيين، ولا يعني أنني مع تكسير أضلاع المهاجرين من أبناء الضواحي، لكنّي أقولُ إنَّ على هؤلاء المُهاجرين أنْ يَحترموا قوانين بُلدان استقبالهم، ويحترموا مواطني تلك البلدان، فَلا يُعقلُ أن تقوم هذه البُلدان بـ"تعليف" هؤلاء المهاجرين، وعندما يكبرون يُخرّبون ويُدمّرون، وعندما تتدخّل السلطات لردعهم، نصْرخُ نحن، ونطالبُ تلك البلدان باحترام مهاجرينا.

قدْ يقول البعض إنّ هناك، فعلا، عنصرية ضدّ المهاجرين العرب والمسلمين في الغرب، وهذا صحيح، لكنْ لا تلوموا الغربَ، فالأولى باللوم هم هؤلاء المهاجرون، ففضلا عن تنامي الأحداث الإرهابية، المنتصبة كالعار على جباه العرب والمسلمين، فهؤلاء المهاجرون لا يُشاركون في الحياة السياسية، ولا يكلّفون أنفسهم حتى عناء الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات، ومع ذلك يريدون أنْ يُستجابَ لمطالبهم، فلا تلوموا الغربَ إنْ همّشكم، ولوموا أنفسكم إن كنتم تعقلون!

erraji2005@gmail.com

ليست هناك تعليقات: