
مركزتيفاوت الإعلامي
رضوان كاسطيط
في مثل هذا اليوم قبل 4 سنوات عرفت مدينة طنجة أول منع بالقوة لحركة 20 فبراير أذكر مساء ذلك اليوم أني وصلت إلى ساحة التغيير ببني مكادة فوجدتها مطوقة بشتى تلاوين المخازنية و العديد من العربات والمركبات المخزنية بالإضافة إلى دبابات المياه أخذت آلة التصوير وبدأت أوثق بها لحظات تفريق الجموع التي حجت للتظاهر وبجانبي العزيز Anouar Doueyeb فباغثنا أحد رجال السلطة فأحكم قبضته على حزام سروالي قائلا "كتصور البوليس يا ولد ... زيد لهنا" وهو يجرني نحو صطافيط انهال علي آخر بزرواطته بقوة على رأسي إلى أن رأيت عصافير ونجوم تحوم فوق رأسي، و الدوار ينتابني نزعو مني آلة التصوير رموني داخل الصطافيط صعد معي مخزنيان فانهالا علي ركلا و رفسا أثناء ذلك وضعت رأسي بين ركبتاي ويداي فوق رأسي ولا داعي لأحدثكم عن كلامهما الرومانسي الشاعري الجميل (غير السرة لتحت) أذكر أن أحدها قال "يا ولد ... باغين ديرونا بحال تونس ومصر" نزلا هذان صعدا اثنان آخران قبل أن يشرعا عدت إلى نفس الوضعية رأسي بين ركبتاي ويداي فوق رأسي فبدأت حسب ماحكى أحد الأخوة الصطافيط بالرقص وبنفس طريقة سلفيهما ونفس كلامهما الجميل. وصاح أحدهما في وجهي قائلا "يا ولد... بغيتو تردو المغرب بحال كندا في ليلة واحدة" فنزلا و صعد آخران أحدهما يبدو أعلى رتبة وجلس مقابلا لي وفي يده آلة تصويري و أخذ يشاهد الصور التي أخذتها ويمسحها، وبعد استنطاق غير يسير شرع ينصحني بأن أبتعد عن هاد ولاد الحرام الخونة مثيري الفتن وغيره من مثل هذا الكلام الذي أصبح يصيبني بالقرف، فأعاد إلي بطاقتي الوطنية وآلة التصوير وأطلق سراحي فنزلت لأجد العشرات من المتظاهرين واقفين جنب الصطافيط أغلبهم مبللين بالمياه ينتظرون خروجي، فابتعدنا قليلا والتقطت لكم هذه الصورة الجميلة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق