بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 23 نوفمبر 2022

مبارة المغرب كرواتيا الاحتباس ام زمان المبادرة لتغيير ميزان القوة ؟

Tamazal
بدا أن اللاعبين المغاربة والكروات تشبعوا على حد سواء بوصايا كل مدرب بالكياسة وعدم المجازفة، ومرت الدقائق الأربع والتسعون وكأنها محاولات ملامسة غير جريئة بما يكفي لهز شباك الخصم. قد يكون لمنطلق الاحتراس تبريره التكتيكي ومحفزاته السيكولوجية لدى المدرب واللاعبين، ولكن الوجه الآخر للعملة هو أن المناورات ظلت تتمحور يمينا ويسارا حول تنسيق جماعي نمطي بعدم الارتباك والتسبب في ثغرة سلبية. ولم تظهر الاجتهادات الفردية أو لحظات الألمعية الشخصية لكي تضفي على لاعب معين سمعة "نجم" المباراة أو "دينامو" هذا التحدي المغربي الكرواتي.

تجلت روح نمطية متواترة بأن يدافع كل لاعب عن حصنه أو دائرته في الميدان، مثل أشرف حكيمي في الدفاع، أو زياش بين وسط الملعب وخط الهجوم. وكانت المباراة تفتقر لعنصرين أساسيين:
١. الموازنة بين منطلق الاحتراس الجماعي والاجتهادات الفردية لإيجاد ثغرات في دفاع الفريق الخصم.
٢. لم يتول لاعب بعينه قيادة الفريق في تنسيق وتوزيع الكرات، بمعنى المباراة كانت تنتظر إقدام من يختزل روح اللحظة ويفجر القدرات الدفينة في نفوس ووجدان بقية الرفاق. لا يتحقق الزخم في أداء اللاعبين ما لم يتولى أحدهم دور القائد الملهم. باختصار،كثرة الوصايا تقتل روح المبادرة، وتلغي "المايسترو" من الانبعاث في أرض الميدان!

على صعيد متصل، اتسمت عملية التنظيم بين المواصلات ودخول ملعب البيت في مدينة الخور بالفعالية والكفاءة، سواء قبل بدء المباراة في الصباح أو عند المغادرة في الرابعة بعد الظهر، بعد تذوق بعض المأكولات الشهية والتوقف بين نقاط العروض الفنية المختلفة. ويطيب لقطر أن تفاخر العالم أنها تحسن استضافة مونديال بمواصفات عالمية جدا وحضارية جدا.
_ عن الدكتور محمد الشرقاوي . Mohamed Charkaoui

ليست هناك تعليقات: