بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 23 مايو 2021

قال هوميروس المغرب الفقيه الشاعر سيدي حمو ....

مركزتيفاوت الإعلامي

إغْ إرغا القنديل غ تاسا ن يان إصبر نيتْ 
أتْنْ أور إتيني إ يانْ مقّار إلْكم ييِغدْ أكالْ .. 
  ⵉⵖ ⵉⵔⵖⴰ ⵍⵇⵏⴷⵉⵍ ⵖ ⵜⴰⵙⴰ ⵢⴰⵏ ⵉⵙⴱⵔ ⵏⵉⵜ
  ⴰⵜⵏ ⵓⵔ ⵉⵜⵉⵏⵉ ⵢⴰⵏ ⵍⵇⴰⵔ ⵉⵍⴽⵎ ⵢⵢⵖⴷ ⴰⴽⴰⵍ 
     
  هنا كان يستهزأ من الحب و ينقص من فعله ، وحتى إن كان يحث على عدم البوح به والصبر .. 
   لكن سيدي حموا عندما وصلته شعلة الحب نسي الصبر وبات يردد كالاحمق فاظمة .. فاظمة .. فاظمة حتى وصلت أخباره أعماق أوروبا  ، إلى لندن وباريس وكتب عليه وجمع أشعاره باحثين عالمين وبات موضوع محبوبته أطروحات جامعية !! 
       الباحث الألماني هانس شتوم في كتابه ” الشعر والشعراء الأمازيغ” الصادر سنة 1895، والباحث الإنجليزي جونصون الذي أصدر حوله كتابا بعنوان “أغاني سيدي حمو” سنة 1907 في لندن، والكولونيل جيستينار في سلسلة من أبحاثه، والباحث الفرنسي هنري باصي في كتابه المعنون ب: ” محاولة في أدب الأمازيغيين” والصادر سنة 1920 كما أن الباحث المغربي عمر أمرير ناقش سنة 1985 رسالة جامعية لنيل ديبلوم الدراسات العليا حول موضوع: الشعر الأمازيغي المنسوب إلى سيدي حمو الطالب .
إذن سقط سيدي حمو الطالب في شراك الحب ! رق قلبه لِ فاظمة التي كانت تبكي الليلَ كله متأثرة بهجاء شاعر يُدعى ( باعْلاّ ) لها و سخريته منها هي وأخواتها ، تأثر سيدي حمو أيما تأثر لحالها وأنشد واصفاً دموع الحبيب بأنها أشد فتكاً من رصاص الكمائن .

" إحرّا الرصاص ن تمدايت أيليغ رمين
ٱمطاون اوحبيب أيحرّان إغ ألاّن "
  ⵉⵃⵔⵔⴰ ⵔⵚⴰⵚ ⵏ ⵜⵎⴷⴰⵢⵜ ⴰⵢⵍⵍⵉⵖ ⵔⵎⵉⵏ. ⵉⵎⵟⴰⵡⵏ ⵓⵃⴱⵉⴱ ⴰⵢⵃⵔⵔⴰⵏ ⵉⵖ ⵍⵍⴰⵏ

قرر إذن أن يصبح شاعراً من أجلها فقط  وأن يأخذ الثأر لها بكلماتٍ تجاوز صداها الأفاق ، لم يسلم قلبه من نيران العشق وهو الفقيه العالم وقد انطبق عليه المثل : ( إغ إنگي واسيف ، اور إسين تورتيت ن الطالب ) - أي أن الواد اذا فاض لا يستثني بستان الفقيه ، وبما أن سيدي حمو لا يملك بستاناً لتجرفه المياه ، وكل ما يملكه هو ذلك القلب الولهان  فإذا بسيول الحب تخترقته دون استئذان ! فلا غرْو وهو الذي لطالما آمن بأن القدر سيأتيه بالمحبوب وإن طال الإنتظار :

" أتاسا صبر بزيز نم ، ربي رَانْ اوكان
اد أوين يان تحوبَّامت أر أفوس نون "
ⴰⵜⴰⵙⴰ ⵚⴱⵔ ⴱⵣⵉⵣ ⵏⵎ ⵔⴱⵉ ⵔⴰⵏ ⵓⴽⴰⵏ
ⴰⴷ ⴰⵡⵉⵏ ⵢⴰⵏ ⵜⵃⵓⴱⴰⵎⵜ ⴰⵔ ⴰⴼⵡⵙ ⵏⵡⵏⵜ

يا كبد ، إصبر رغماً عنك ، سيأتيك الله بمن تحب الى يديك ، وهاهي فاظمة وقد اتته فعلا بل أكثر من ذلك ، سكنت قلبه و استولت على لسانه ، وخاطبها متسائلاً : يا فاظمة ماذا افعل ، فلساني لا يتوقف عن ذكرك ، وان توقف ، يبكي القلب والكبد !

"أفاضما مادام نسكر إمي إنو إميَارِّييكم 
إغاكْم اور أدّْرغ أر يالاّ وول اولا تسانوْ " 
ⴰⴼⴰⴷⵎⴰ ⵎⴰⴷⴰⵎ ⵏⵙⴽⵔ ⵉⵎⵉ ⵏⵓ ⵉⵎⵢⴰⵔⴽⵎ
ⵉⵖⴰⴽⵎ ⵓⵔ ⴰⴷⵔⵖ ⴰⵔ ⵢⴰⵍⵍⴰ ⵡⵡⵍ ⵓⵍⴰ ⵜⴰⵙⴰⵏⵓ

يا فاظمة ! أي " ولي صالح " زار أبوك وأمك ، لما وُلدتِ تلألأت السماء والأرض .

أفاضما مان أگرَّام إزور بابام د إنّام 
أليغ كْمْدْ أورون أر إسوفو إگنا د وكال ؟
ⴰⴼⴰⴷⵎⴰ ⵎⴰⵏ ⴰⴳⵔⵔⴰⵎ ⵉⵣⵓⵔ ⴱⴰⴱⴰⵎ ⴷ ⵉⵏⴰⵎ ⴰⵍⵍⵉⵖ ⴽⵎⵉⴷ ⵓⵔⵓⵏ ⴰⵔ ⵉⵙⵓⴼⵓ ⵉⴳⵏⵏⴰ ⴷ ⵡⴰⴽⴰⵎ  
     
      إنه إذن هزمه الحب ولم يبالغ حين قال : " المرض الذي يفتك بالعظام و يمزق الكبد ، هو حين لا يفصح الحبيب ب ( أحبك ) أو ( لا أحبك ) " ، هو ليس طبيباً ليُشخص الأمراض لكنه " مُجرب " و " المجرب احسن من الطبيب " 

-{ أيگان أطّان إتبين إخسان إگزم تاسا
دو آوحبيب إغاك اور إني ريغك أولا أوكيغك }- 
ⴰⵢⴳⴰⵏ ⴰⵟⵟⴰⵏ ⵉⵜⴱⵉⵏ ⵉⵅⵙⴰⵏ ⵉⴳⵣⵎ ⵜⴰⵙⴰ ⴷⵓ ⵃⴱⵉⴱ ⵉⵖⴰⴽ ⵓⵔ ⵉⵏⵉ ⵔⵉⵖⴽ ⵓⵎⴰ ⵓⴳⵉⵖⴽ

    لكن   الفقيه العالم الشاعر  ، فهو  ليس دوماً وديعاً و شاعرياً كما يبدو من خلال الكثير من شعره وهذا طبيعي جداً بالنظر لتنوع المواضيع التي يتطرق لها واختلاف المواقف التي يسقط فيها ، فهو رومانسي ووديع في حضرة فاظمة ، ولكنه غير ذلك مع ( باعلاّ ) وأمثاله الكثر إذ تغلب عليه قسوة الكلمات و صرامة الرد ، ففي مناظرة شعرية كانت القبيلة كلها شاهدة عليها قال له الشاعر ( باعلا ) :
- أ " تَبَّتْ يدا ... " كا دّارم أ تَلْمْسافرتْ !
أي : انتَ لا تملك غير " تبت يدا ... " ، أيتُها التائهة ! وقد أراد بذلك أن يستصغر سيدي حمو ويقلل من شأنه و درايته بالشعر ، وأن معرفته لا تتجاوز كونه فقيهاً ! 
فرد عليه سيدي حمو :
- أ " تبت يدا " كَا سْ نْزْگر النِّكاح إماكْ
نْزَّال إسْ داغْ ف باباك غاسْلِّي غْ إموتْ
ما معناه : بِِـــ " تبت يدا .. " أجزنا الزّواج لأمّك ، وبها أقمنا الجنازة على أبيك يوم مماته ! وهنا اتفق الجميع على انهزام باعلا امام ( باب ن أومارگ ) - سيد الشعر .
لكن ماذا سيكون رد سيدي حمو لمن تجاوز معه حد اللياقة وحسن الحوار ؟ 
بينما هو جالس يستريح الى جانب ينبوع ماء ، فإذا بفتاة متعجرفة قادمة لتملأ جرتها بالماء تمشي بخيلاء ، تأففت وقالت : إخ ، منعتنا رائحة الحصَّاد من جلب الماء .
- إخْ إكْسَاغْ واضو ن أوشْوَّال أنّاگم أمان .
لسوء حظ المسكينة أنها لا تعرف سيدي حمو ولو عرفته ما تجرأت عليه ، لانه سيذيقها العلقم حتى تقول : يا ليته سكت !!
- بحق ، أنا حصَّاد ، ايتها العانس المتعجرفة !
أقسمت قسما غليضا لن تُلْبَسي كسوة العروس و الحزام 
يا ذات عنق الإبل ، وخذود الأثان التي يسوقها اليهودي ( حييم ) 
يا قامة اللقلاق ، يا فم السلوقي و يا ظل الكير 
يا مشية ( زرت فرت ) يا أضحوكة قريناتها 
شأنك شأن الصائغ الذي يدق النحاس ويُجَمِّلُه
ليغش به من لا يعرف حِلي الفضة !
جعلتك ايتها الريح رسولا ، اخبري مُعوجة الساقين ، ذابلة العين ، أنها افزعت ناظري ولو انها بالنسبة لي أقل قدراً من النملة .
       ⴱⵍⵃⴰⵇ ⵏⴳⴰ ⴰⵛⵡⴰⵍ 
ⴰⵏⴱⵓⵔ ⵉⴱⴰⵙⵍⵏ 
ⵉⴼⴰⵜ ⴳⵉⴳⵉ ⵍⴰⵎⴰⵏ
ⴳⵓⵍⵃ ⵜⴰⴳⴰⵍⵍⵉⵜ 
ⵓⵔ ⵙⴰⵔ ⴰⵎⴷ ⵉⵜⵔⵓⵎ 
ⵓⵄⴱⵔⵓⵇ ⵓⵍⴰ ⵍⵃⵣⴰⵎ
ⴰⵢ ⵃⵓⵔⵙⵉ ⵏⵓ ⵔⴰⵎ
ⵉⴽⵎⵓⵍⴰⵏ ⵏⵜⵖⵢⵓⵍⵜ
ⵉⵙⵓⴳ ⵃⴰⵢⵉⵎ 
ⵜⵉⴷⴷⵉ ⵏ ⴱⵍⵍⴰⵔⵊ 
ⴰⵇⵎⵎⵓ ⵏⵓ ⵚⴽⴰⵢ
ⴰⵎⴰⵍⵓ ⵏ ⵍⴽⵉⵔ
ⵉⴷⴰⵔⵏ ⵣⵔⵜ ⴼⵔⵜ
ⴰⵜⴰⴷⵚⴰ ⵉⴷ ⵍⴰⵍⵍⴰⵎ
ⴰⵔ ⴷⴰⵃ ⵉⴽⴽⴰⵜ ⵓⵚⵢⴰⵖ
ⵏⵃⴰⵙ ⴰⴷ ⵉⵣⵉⵢⵏ ⴰⵙⵔⵙⵏ
ⵉⵖⵛⵛⵓ ⵡⴰⵍⵍⵉ ⵓⵔ ⵉⵅⴰⵍⴷⵏ
ⵜⴰⵙ ⴱⴰⴽⵉⵏ ⴰⵢⴰⴷⵓ ⴷⴻ ⵔⵇⴰⵙ
ⵉⵏⵉ ⵉⵖⴰⵢⴰⵏ ⵎⵓ ⴽⵏⴰⵏ ⵉⴷⴰⵔⵏ
ⵜⴽⵏⵓ ⵟⵉⵟ ⵎⴰⵙ ⵢⵉ ⵜⵀⵓⵍⵜ ⴰⵍⵍⵉⵖⴽⵎ. ⵜⵣⵔⴰ ⵟⵉⵟ ⵉⵏⵓ
     سفر قصير في أشعار سيدي حمو ، ربما كنت تعرف قيس لكنك لم تعرف حمو وهذا مشكل المغاربة ومدرستهم .... 

ليست هناك تعليقات: