خميس بوتكمنت
كي لا ننسى، في مثل هذا اليوم تم اختراع أكبر أكذوبة من الأساطير التي تأسست عليها ما يسمى بالحركة الوطنية التي اختارت استفلال الظهير الصادر في 16 ماي1930 فسمته زورا بالظهير البربري و ادعت أن من شأنه فرنسة و تنصير الأمازيغ ، و هو في الواقع ظهير سمي بالظهير المنظم لسير العدالة في القبائل ذات الأعراف البربرية، يعطي صلاحيات للجماعة باستخدام الاعراف الامازيغية في التقاضي امام المحاكم العرفية بدل الاستناد على القوانين الوضعية لظهير صدر في شتنبر 1913 الذي ينظم سير المحاكم الفرنسية
إلا ان الانتهازيين قاموا بتحوير سياق الظهير و سارعوا الى اصطناع لطميات خادعة بزعامة عبد اللطيف صبيحي الذي لم يكن إلا مجرد ترجمان في دار المقيم العام و الحسن الوزاني الذي وصف الامازيغ بالرعاة السذج، و علال الفاسي و احمد بلا فريج و عبد العزيز بن ادريس و عبد الكريم حجي مبدع خدعة قراءة اللطيف في مساجد الرباط و فاس و سلا و ترديد "اللهم يا لطيف إنا نسألك اللطف بما جرت به المقادر أن لا تفرق بيننا و اخوتنا البرابر" ، مروجين أن الامازيغ بدأو في اعتناق المسيحية، و موظفين جرائد كانت موالية للاستعمار ك"الوداد" ،و" السعادة" للترويج للاكذوبة التي ساندها زعيم القوميين العرب شكيب أرسلان الذي كان يتواجد بطنجة.
لقد كان استغلال أصحاب الطرابيش الحمر الذين وصفهم محمد بنيوسف ب" الصبيان" في خطبة عيد المولد النبوي في غشت 1930، لظهير 16 ماي 1930 بدعوى ادعاء الخوف على دين الامازيغ أول خطواتهم لتأسيس ما سمي بكتلة الوفاق و الحركة الوطنية بعدها، و ما كان ذلك الا للتقرب من سلطات الاستعمار من أجل مصالحهم الخاصة، و لا أدل على ذلك ان المجموعة نفسها هي من أضاءت الشموع في بوجلود تطالب بشفاء ليوطي في 1934، و منهم من ارسل برقية تهنئة للاقامة العامة بمناسبة قضاءها على شرارة المقاومة بالاطلس سنة 1936 ، و قادة حملة قراءة اللطيف أنفسهم هم أول من سيتنكر لوطنهم بوضع انفسهم تحت الحماية القنصلية الاجنبية لتفادي دفع الضرائب كما فعل عبد الرحمن بن الحسين الدويري الذي صار محميا ايطاليا، و محمد بن حمزة الطاهري و عبد النبي بن الحاج الطيب الازرق و ابو بكر بن الحاج محمد الازرق اللذان صارا محميان انجيليزيان و سيجتمعون فيما بعد لتأسيس احزاب سياسية كالاستقلال و الشورى و الاستقلال و غيرهما بالاستناد على قوانين فرنسية ولاسيما المادة 20 من ظهير 24ماي 1914 المنظم للجمعيات و الحريات ، و هي نفس القوانين التي قادوا دعوة تحريضية و تشكيكية في عقيدة الامازيغ بكونها صادرة عن النصرانيين البرانيين.
من هناك انطلقت الخديعة و التآمر من هؤلاء للقضاء على ثقافة المقاومة و أعمالها و احتكارهم سوق الانتهازية بالترويج للاصلاحات بدل مطلب الإجلاء الذي كان محور فكر المقاومة، وذلك ما عبروا عنه في عريضة 11يناير 1944 و في 55 و في ايكس ليبان و بعد دولة ايكس ليبان التي تحتفي بهؤلاء الانتهازيين بكونهم وطنيين بينما المقاومين الحقيقيين لا يزال اسمهم في خانة حصار الذاكرة و التاريخ الذي يطوق امجادهم و صار الانذال أبطالا في التاريخ الرسمي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق