خميس بوتقمانت
البشاعة ليست في مشهد يوثق لشباب يحاولون العبور لسبتة سباحة، فذلك توصيف لواقع اجتماعي مأزوم يجد فيه الشباب أنفسهم محرومين من أي فرصة لتحقيق تطلعاتهم و الحصول على الحد الادنى من الرفاهية التي يتوقون لها.
البشاعة الكبرى في توظيف الدولة للهجرة كورقة سياسية للضغط على دول شمال ضفة المتوسط، و وسيلة لإلجامها او التأثير على سياساتها لضمان مصالح المغرب.
البشاعة و القرف هو مراهنة الدولة بأرواح شباب أبرياء حطمتهم بسياسات اجتماعية مذلة، و توظف عوزهم و حاجتهم للضغط على الاتحاد الاوربي و تذكيرهم أن المغرب شرطي مرور لابد من الانصياع لمطالبه و تصوراته مقابل الضبط الأمني للشريط المتوسطي.
توظيف الحالة الاجتماعية لضحايا سياسات الدولة كورقة تفاوض و ضغط هو القرف بعينه، و المخاطرة بسلامتهم و حياتهم لتذكير الاتحاد الاوربي بدور المغرب و تاثيره في ملف الأمن القومي الاوربي كلما تشنجت العلاقة بين الطرفين هي قمة البشاعة و القرف و المهانة.
الهجرة أفقيا على المستوى الاجتماعي هي معضلة و اشكالية و نتاج لاخفاق تدبير الدوبة للملف الاجتماعي و فشل سياساتها العمومية ، و لكنها تصير شأنا استراتيجيا عندما تتجاوز المجال الداخلي الى ماهو إقليمي، فتصير ورقة سياسية حاسمة للضغط و أداة انتفاع لضمان مصالح مهددة او إلغاء مواقف لا تنسجم مع فلسفة المخزن.
سياسة " عطيني ما أريد ولا نطلق عليكم شعبي"، هي أبشع المظاهر المرضية للمخزن، حيث يكون فيها المواطن المقهور رقما ضاغطا حاسما لتدافع سياسي على طاولة الساسة ، لا تراعى فيه لا حياته ولا موته ولا سلامته فهو يصير مجرد ورقة و رقم في معادلة صراع بين الكبار.
لا وصف لدولة توظف معاناة شعبها لابتزاز انظمة او انتزاع مصالح ذاتية لها...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق