بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 26 أبريل 2021

عطيني ما أريد ولا نطلق عليكم شعبي

مركزتيفاوت الإعلامي
خميس بوتقمانت
البشاعة ليست في مشهد يوثق لشباب يحاولون العبور لسبتة سباحة، فذلك توصيف لواقع اجتماعي مأزوم يجد فيه الشباب أنفسهم محرومين من أي فرصة لتحقيق تطلعاتهم  و الحصول على الحد الادنى من الرفاهية التي يتوقون لها.

البشاعة الكبرى في توظيف الدولة للهجرة كورقة سياسية للضغط  على دول شمال ضفة المتوسط، و وسيلة لإلجامها او التأثير على سياساتها لضمان مصالح المغرب.

البشاعة و القرف هو مراهنة الدولة بأرواح شباب أبرياء حطمتهم بسياسات اجتماعية مذلة، و توظف عوزهم و حاجتهم للضغط على الاتحاد الاوربي و تذكيرهم أن المغرب شرطي مرور لابد من الانصياع لمطالبه و تصوراته مقابل الضبط الأمني للشريط المتوسطي.
توظيف الحالة الاجتماعية لضحايا سياسات الدولة كورقة تفاوض و ضغط هو القرف بعينه، و المخاطرة بسلامتهم و حياتهم لتذكير الاتحاد الاوربي بدور المغرب و تاثيره في ملف الأمن القومي الاوربي كلما تشنجت العلاقة بين الطرفين هي قمة البشاعة و القرف و المهانة.
الهجرة أفقيا على المستوى الاجتماعي هي معضلة و اشكالية و نتاج لاخفاق تدبير الدوبة للملف الاجتماعي و فشل سياساتها العمومية ، و لكنها تصير شأنا استراتيجيا عندما تتجاوز المجال الداخلي الى ماهو إقليمي، فتصير ورقة سياسية حاسمة للضغط و أداة انتفاع لضمان مصالح مهددة او إلغاء مواقف لا تنسجم مع فلسفة المخزن.

سياسة " عطيني ما أريد ولا نطلق عليكم شعبي"، هي أبشع المظاهر المرضية للمخزن، حيث يكون فيها المواطن المقهور رقما ضاغطا حاسما لتدافع سياسي على طاولة الساسة ، لا تراعى فيه لا حياته ولا موته ولا سلامته  فهو يصير مجرد ورقة و رقم في معادلة صراع بين الكبار.
  لا وصف لدولة توظف معاناة شعبها لابتزاز انظمة او انتزاع مصالح ذاتية لها...

ليست هناك تعليقات: