بقلم ابراهيم توفيق
عندما يثار حديث عن السيدة بوثري بمنطقة تالوين يتبادر الى الدهن البدايات الأولى لانشاء اول مدرسة عصرية في مرحلة الحماية الفرنسية والتي يعود تاريخ تشيد نواته الى قسمين مازالوا قائمين الى حدود الساعة بتصميم فرنسي ومبني بمواد محلية الحجارة في الجدران والتبليط .وقد ذكرت بعض الاشارات في مذكرات خاصة الى دور المعتقلين في اشغال بنائها وكذلك في التشجير المحيط ببيئتها ،وذكر كذلك مبلغ شراء المساحة الارضية المخصصة لها في حدود 800درهم موثق برسم مسجل .
ظهور النواة الأولى للمدرسة العصرية بتالوين المتواجدة بين حي تكركوست والحي الاداري اي البيرو والمسماة في الخمسينيات مدرسة المركزية والتي ينتسب اليها العديد من الفرعيات على صعيد قيادة تالوين وقتها اي سكتانة .لكن هذا الظهور لم يكن يرق اهل المنطقة واعرافها وخصوصا النخب التي امتعضت من ولوج ابنائها لصفها ،حيث ان الثقافة المحلية تمجد التعليم التقليدي في المساجد والزوايا والمدارس العتيقة وتعتبره الناجع في الفوز بالاخرة ،والتعلم في صفوف المدرسة الفرنسية هو زيغ وخروج عن الملة والنحلة والعادة .
ومن مبررات ايجاد المدرسة العصرية بتالوين كما في عموم المغرب ما اعلنته الحماية الفرنسية من تحديث المغرب واخراجه من دوامة الفوضى والسيبا والتكلس والتقليد الفاقد للوسائل الضرورية لبناء المؤسسات الحديثة ،وفي هذا الاطار نتيجة مستخلصات الحوليات الفرنسية المنجزة من طرف ضباط عسكرين بالمغرب عموما .حيث ان تفعيل هذه الخطوة لم تكن بالامر الهين لأقناع المجتمع التالويني لارسال وتسجيل ابنائهم في الصفوف الدراسية بالمؤسسة ،وهنا سيبرز دور الاستاذ موسيو بوثري وزوجه مادام بوثري في النفود داخل وسط المجتمع المحلي وربط علاقات معهم واقناع الساكنة باهمية المؤسسة في التعليم بالتحفيز المادي والمعنوي ،ومن نتائجه تخرج نخب محلية كان لها دور في التأطير التربوي وشغل وظائف ادارية ...الخ .ليتعزز مسار المؤسسة ونشاطها بالمردودية بمجهودات جبارة حملت لمسات قوية وراسخة من طرف الاستاذ بوثري وزوجته ..
وفي الحلقة القادمة نفصل الحديت عن تلك اللمسات ...يتبع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق