استُفتي فقيهنا الورياغلي في مسألة تقنين استعمال القنب الهندي فأجاب باستفاضة، ونقل عن الشيخ الحسن اليوسي حين عبر: "فالقول بحرمتها ضعيف"، ولم يغب عنه الاستشهاد بالسكتاني القائل: "إن كان شربها للتداوي جاز على قدر ما يُذهِب الداء"، وأما أحمد بابا السوداني ومعه علي الأجهوري المصري فقد قالا بإباحتها لما فيها من منفعة للدماغ، وفي حواشي العلامة السيد الطالب بن الحاج المرداسي على شرح ميارة ما يبيح استنشاق الدخان، وخالف ابن أبي محلي المشهور أولئك الذين حرموا العشبة جملة، ودافع بقوة عن حليتها في كتابه الإصليت الخريت في قطع بلعوم العفريت النفريت. بالطبع أورد فقيهنا الورياغلي أسماء من حرموها وهم كثر جدا.... بيد أنه أراد تسليط الضوء على الرأي الآخر في المسألة، والذي تعرض للإقصاء لأسباب يطول جلبها، وقد أثارت العشبة جدلا كبيرا حين أراد السلطان المغربي تسريح الصاكة وطابة وما جاورهما من المشتقات، وذلك سنة 1886، واضطر لاستفتاء العلماء الذين أجابوا عن المسألة، ثم ختم فقيهنا جوابه بالقول: "ولقد جمد في زماننا هذا (2021) صاحب السبعة ملايين عضويته في الحزب المعلوم الذي تهاوت شعبيته بعد ولايتين مشؤومتين، وقع بخربشة تشبه صورة فأر أعور على ورقة كلينيكس بيضاء كانت مطوية على أربع"، ثم حدث أن سأل أحد أصدقائنا فجأة فقيهنا مغيرا مجرى الحديث تماما، قائلا بصوته الجهوري: وماذا عن قانون تقنين استعمال مخطوطات حققها طلبة وتستثمرها حليمتنا دون عقدة أوديب؟، وأعطى مثالا واضحا بمخطوط الجواهر المختارة، فأجابه فقيهنا العلامة قائلا: "اعلم أيها السائل اللبيب أن الجواهر المختارة مما وقفت عليه من النوازل بجبال غمارة لأبي فارس عبد العزيز الزياتي اشتغل على تخريجه عدد من طلبة الماستر بكلية الآداب بزيمباي تحت إشراف حليمتهم، التي تستغل عرق جبينهم في كل المناسبات والأعياد، فيما يعتبر سحتا علميا، فحليمتنا ومنذ بداياتها لا تقتات إلا على مواضيع الطلبة كما هي عادتها دائما، فبعد أن نشرت حليمتنا مقالا عن مخطوط الجواهر في تكريم أستاذ عزيز على الجميع، أعادت نشره مجددا بتغيير العنوان وبعض الفقرات الطفيفة، في تحايل احترافي على شروط النشر المعلنة! ولله في خلقه شؤون، فمن شب على شيء شاب عليه. وتساءل الفقيه النبيه: "لماذا لا تحيل حليمتكم هذه على بحوث طلبة الماستر؟؟؟ أليست بحوثا تمت مناقشتها بحضور لجان وأعطيت عنها شواهد جامعية؟ ... أم هي مجرد تمثيليات ومسرحيات تنتهي بالتقاط الصور؟ ... هل من اللائق استخدام حليمة وغيرها الطلبة جسورا ومطايا رخيصة لجلب المخطوطات من المكتبات بأموالهم الخاصة، ثم بعد ذلك تكليفهم بتخريجها وتحقيقها لتستغلها حليمة لاحقا دون أن تحيل عليهم، وكأنهم لم يكونوا يوما. أليس هذا السلوك أرعن؟ أين أخلاق البحث العلمي؟ أين الضمير المهني؟ أين الوازع الديني والوطني؟ أين نحن من سلوك الشرفاء النبلاء، هل انقرضت تقاليد البحث لدرجة أنهم يتركون حليمة تجهر بالمعصية التي لا تغتفر كل مرة دون ملل".
ضرب الجميع أخماسا في أسداس بعد ان استمعوا جيدا للمقالة الجامعة، واتفقوا على الحاجة الماسة للنقد الهدام لأجل فضح هؤلاء العالة الذين يتطاولون تطاول رعاة الشياه على البحث العلمي، ممن يكررون نفس المقالات بتغيير عناوينها كل مرة، مع أنها في النهاية من كد طلبة باحثين يُستغلون كما يُستغل العبيد الأقنان من طرف
الإقطاعيين اللئام.
الحل هو ما ورد في فتوى فقيهنا الورياغلي، إذ لا بد من تقنين استعمال مخطوطات الطلبة من طرف المشرفين حفاظا على ما تبقى من سمعة البحث العلمي، وبالموازاة لابد من تقنين استعمال القنب الهندي أيضا مراعاة لهؤلاء ولمصلحة الاكاديميا، فلولا استعمال هولاء للعشبة بإفراط ما استغلوا أعمال طلبتهم وما وقعوا في المحظور.
حتى لا ننسى نهنيء حليمتنا مسبقا، فقريبا سيتم تكريمها وسيتم تتويجها عروسا ثيبا، وسيتغنى الجميع بمنجزاتها.... وسيصدر كتاب في مناقبها وكراماتها يُظهر إسهاماتها الرائدة والمميزة في خدمة البحث العلمي على العادة المتبعة في زيمبابوي، حيث يتم تكريم الغث دون كلل... وحين سيصدر سيؤثث غلافه الفضاءات الوهمية ووسائل التواصل وسيفرز جسد حليمتنا الدوبامين بقدر لايكات المحبين في الله ممن يجسدون فعلا لا قولا عقلية مريدين تحت الطلب، وستتوالى التهاني من المتملقين والمتهافتين ممن يقومون بأدوار الأبواق المجانية طمعا في اللاشيء، فهنيئا لنا ولزيمبابوي بحليمتنا... فما أسعدنا بما تحقق على يدها ويد أمثالها... اللهم لا حسد... وإن كان لكل جواد كبوة فلحليمة كبواتها وعوائدها، فنسأل الله اللطف فيما جرت به المقادير، فهذا زمن التفاهة والتافهين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق