سهام اوشطو
جنة صغيرة في قرية أكدز (على الطريق بين ورزازات وزاكورة) أسَّسها خوان، إسباني جاء إلى المغرب في 2001 وقع في حب البلد وقرر الاستقرار والاستثمار فيه وهنا أيضا تزوج بمغربية من ورزازات. أكثر ما أعجبني في هذا المكان ليس فقط جمال الطبيعة والهدوء والطاقة الإيجابية والذوق الرفيع والبسيط معا في المعمار والأثاث، بل التصور والفكرة وراء هذا المشروع. خوان قال إنه عندما جاء إلى هذا المكان لم يكن هناك حائط واحد، لاشيء. فقط الطبيعة الساحرة العذراء، وقرر أن ينسجم مشروعه مع الطبيعة ومورادها لا أن يخربها، وهكذا فمواد البناء هنا كلها طبيعية أساسها الطين وجريد النخل. يعتمد خوان كليا على الطاقة الشمسية، ويحرص على أن يكون لديه اكتفاء ذاتي في مجموعة من المواد الغذائية بحيث يزرع الفواكه مثلا والقمح وغير ذلك. المربى على سبيل المثال يصنع في عين المكان. لدى خوان حيوانات عدد منها أنقذه من الموت. الطريق لهذا المكان ليس بالسهل وعمدا لم يرد خوان تعبيده دائما في إطار فكرة "عدم إزعاج أو تغيير الطبيعة"، ولهذا السبب أيضا لا توجد أي لافتة هنا...
المميز أيضا في هذا الرجل هو حرصه على الترويج للثقافة والامكانيات الطبيعية والسياحية للمنطقة أكثر وأفضل حتى من فئة كبيرة من أبنائها. يحضر وينظم اجتماعات، يجري لقاءات دورية مع مسؤولين للمطالبة بأمور كإنشاء مركز ثقافي في منطقة الجنوب الشرقي أو متاحف أو برامج تعرف الأطفال بتاريخ المنطقة التي يعيشون فيها. ينظم خوان رحلات سياحية من نوع خاص. مثلا رحلات تحاكي رحلات القوافل بالجمال قديما في المنطقة، بتفاصيلها الفعلية سواء في اللباس أو الأكل أو إيقاع السفر والحياة عموما.
لقد كانت زيارة رائعة ومفيدة. هذه هي السياحة التي نحتاجها. سياحة أخلاقية مستدامة إيجابية، تخدم الإنسان والثقافة دون أن تضر بالطبيعة والبيئة والحيوانات...
أتمنى منكم مشاركة هذا المنشور، ليس فقط لأن مثل هذه المشاريع تستحق كل الدعم والتشجيع والكثير من المغاربة لا يعرفون أصلا بوجود مثل هذه الأماكن التي تستحق بكل تأكيد الزيارة وتضررت بسبب الجائحة، بل لأننا نحتاج لنشر مثل هذه التصورات والأفكار وأن تصبح لدينا مشاريع كثيرة في كل المغرب كهذا المشروع.
اسم المكان: Hara Oasis في أكدز
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق