سعيد الدبوز
عشرات المغاربة يقضون أياماً واقفين أمام مفوضية الشرطة بمكناس (ويسلان) من أجل الحصول على بطائق الهوية، مقابل موظف واحد مكلف بتسجيلهم وأخذ بصماتهم، نادراً ما يساعده شخص آخر. ويبدو أنّ النقص الكارثي في الموارد البشرية أصبح جلاداً حقيقياً يعذّب المواطنين يومياً ولا حياة لمن ينادون. وللإنصاف أقول؛ إن الموظف المكلف بتسجيل وأخذ بصمات المواطنين في هذه المفوّضية يعمل فوق طاقته بخلاف المكلّف بإنجاز شواهد السكنى مثلاً، ورغم الضغوط الهائلة عليه، فهو إنسان طيّب ومتأدّب يحاول قدر المستطاع أن يجمع بين تطبيق القانون والقيم الإنسانية، ورغم عذاب الانتظار وتعقيد المساطير الذي يعانيه المواطنون أمام مكتبه، فهو يعرف كيف يمتصّ غضبهم ويحافظ على ابتسامته ولباقته خاصة مع كبار السن، والحقيقة أنّ العديد من الضباط في هذه المفوضية يستحقون الاحترام ونتمنى أن يُخفّف عنهم الضغط ونحن ندرك بأنّ الفساد الإداري يتجاوزهم وأكبر منهم بكثير، وليسوا مسؤولين عن الفقر المدقع في الموارد البشرية، وليس من العدل أن نبخس جهود من يسعون للإصلاح في هذا البحر الأسود من الفساد. فليبارك الله لكل صالح ومصلح، وليلعن كل فاسد ومفسد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق