مع بزوغ الإسلام تغيرت ملامح المجتمع الأمازيغ وقد شملت هذه التغييرات المرأة الامازيغية فوضع الإسلام حدودا لحريتها يتجلى في تمسكها بلباسها التقليدي وخمارها الشرعيين طبقا لما جاء في الكتاب والسنة وحفاظها على صلاتها في دارها بواسطة السمع منالمسجد وقليل منهن من تخرج إلى المسجد في البوادي لما عليها من تبعات داخل المنزل وخارجه ولما استقر في ذهنها من أن صلاتها في بيتها خير من صلاتها في غيره وقد استغل الرجل تعاليم الشريعة الإسلامية في حصر دور المرأة داخل المنزل في حين أنهم في الحقيقة يدافعون عن سلطتهم الذكورية ولا يريدون مساندة أو مساعدة المرأة منتقصين بذلك أهمية المرأة وفعاليتها في المجتمع وبهذا جردت من حق السلطة وصنع القرار التي كانت تمتاز به المرأة الأمازيغية قديما فانحصر دورها على الحياة العائلية في السهر على شؤون منزلها الداخلية وتربية أولادها والزوج حاضر وإذا غاب الزوج فإن الإشراف الفعلي يكون لها أيضا على سائر الشؤون الخارجية فهي بهذا أو ذاك مثال التضحية في كل ما يعود على بيتها بالخير فالمرأة الامازيغية مثال للتضحية والكفاح وفي حالة وفاة الزوج فالمرأة هي التي تقوم بكل المهام داخل أسرتها فتجدها ترفض الزواج من جديد غير مبالية بما تتعرض له من إهانة ونظرة احتقار وإذلال المجتمع لها ورغم سلطة الرجل فالمرأة الامازيغية استطاعت فرض ذاتها وهذا ما يدل عليه مصطلح تامغارت تعني الزعيمة الذي تلقب به المرأة الامازيغية نظرا للدور الطلائعي الذي تقوم به داخل الأسرة وخارجها في السراء والضراء فجعلت المجتمع يمنحها مكانة عالية داخله حيث تعتبر ندا للرجل ودورها أعظم من دوره وبذلك اعترف لها المجتمع بالسعي والكد إذ طغت نساء أمازيغيات على المسرح السياسي منذ العهد القديم وشغلن أرقى المناصب السياسية بل ومنهن من اعتلت عرش المملكة ناهيك عن الدور العسكري والاجتماعي الذي مافتئت المرأة الأمازيغية تضطلع به.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق