بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 13 يناير 2021

تخليد رأس السنة الامازيغية

مركزتيفاوت الإعلامي 
خميس بوتقمانت
أجمل ما يعبر عنه تخليد رأس السنة الامازيغية و الاحتفاء بها هو تزايد صِغر من كان يستصغر الامازيغية بالامس فيبدون صغارا و تزيد هي من علوها و شموخها، فصاروا اليوم مكرهين على إيلاءها التقدير و عدم الانتقاص منها كما اعتادوا من قبل و لو بتبريكات مصطنعة بزز.
يكفي التمعن في موالي رضى كديرة الذي كان يرى الأمازيغية " أهازيج الجبال" كيف أُلزموا اليوم بإبداء التقدير للامازيغية ولو نفاقا ..
يكفي النظر في من خلف  كريم العمراني و آل الفاسي وباقي شلة أهل فاس  الذين كانوا يرون الأمازيغية "بربرية" ، و كيف قالوا قبل 2011 في لسانهم - العلم - "سنعمل بكل طرقنا و امكانياتنا ان لا تكون الأمازيغية لغة رسمية" ، كيف صاروا اليوم صغارا أمام عدوهم بالامس.
يكفي النظر في أتباع المهدب و بوعبيد الذين كانوا ينظرون للامازيغ في انتخابات الستينات "قاعدة لعروبية و البادية"، و كيف انتقلوا من النظر للامازيغية من "فلكلور " الى قضية....
يكفي النظر في رفاق مطيع و الخطيب  كيف يتحدثون عن الامازيغية التي بالامس في منظورهم "عادات الشلوح".
يكفي النظر كيف انتقلت الامازيغية من"  اللغة الوثنية " في "حوار مع صديق أمازيغي" إلى اللغة الامازيغية و المشترك  الثقافي المغربي اليوم.
يكفي النظر في المدافعين عن طرح " التراث و اللهجات" في عهد الحسن الى نقاش الامازيغية في الوثيقة الدستورية و  تشريع قوانين لها.
إن الفخر و النصر الأكبر هو انها تزداد شموخا على من كان ينتقص منها و يعاديها، و النصر الأكبر ان يصغر اعداؤها أمامها حتى صاروا ملزمين بإظمار ضغينتهم و ان يكونوا أمازيغيين مفروض عليهم الصمت.
لقد حشرت الأمازيغية خصومها في زوايا ضيقة، باعتبارها قضية عادلة و الحق قد ينزوي لفترة في هوامش العتمة لكنه لا يموت و ينبعث كالعنقاء.
إن أكبر ما يؤرق المخزن هو ان يصير الوعي بالقضية الامازيغية شعبيا و عاما و غير محصور لدى النخب و مكان تداوله في البيوت و الازقة و الشوارع ليس في الصالونات و القاعات، و لقد أبان الحراك الشعبي بالريف عن ذلك بالملموس فبمجرد ان دعا الى تخليد شعبي لرأس السنة الامازيغية 2967 حتى سارعت السلطات الى احتلال الساحات بالريف حتى صرنا نؤرخ الحدث بعام الخيام "عام إقيظان" للحيلولة دون انتقال التخليد الى تخليد أفقي بعيدا عن اطارات منظمة و مشرفين و رئيس و مرؤوس.
إن القضية الأمازيغية جردت صانع القرار و السياسات من سلطة الهيمنة على الفعل و السلوك، فالوثائق الرسمية المقيدة للأمازيغية صارت دون قوة و سلطة أمام فعل جماعي أمازيغي مضاد يقر بوعي بالذات و يجعل السلطة وحدها في أزمة قوة، فلها كل ترسانة القمع و بالمقابل للشعب ترسانة الوعي الذي يكبر و يفوق القوة المادية و الردعية و الوثائقية للسلطة.
لا يهم أن تعترف السلطة بالمحطة او ان لا تفعل، ما دام هناك اجماع شعبي يعبر عنه بالفعل و السلوك فذلك يجعل قرار السلطة محاصرا و مجمدا غير مؤثر، مادامت غير قادرة على اختراق العقل الجمعي و ايقاف ناعورة الامازيغية عن حركيتها.
بإمكان فكرة زائفة ان تعيش لقرن او اكثر لكن الفكرة العادلة من تحيا على مدار سيرورة التاريخ و الزمن ، و ذلك ما ينطبق على الامازيغية كقضية عادلة تنتصر على خصومها و تتخطى متاريس الفرملة السياسية بقوة الحق و العدل الذي تحمله.

ليست هناك تعليقات: