قمت بعملية حسابية لمستحقات هذا الفنان من عائدات اغانيه، وبالاستناد الى ما صرح به الفنان "بناصر اوخويا" في برنامج مسار على 2M حيث قال انه كان يحصل على 2 مليون كل ثلاثة اشهر اي 4 مليون كل سنة، واذا صح ذلك فان اغاني الغازي بناصر تبث على امواج الاذاعة منذ 1963( ازيد من 60 اغنية) بمعنى 54 سنة من البث اي ما يعادل 216 مليون، لنفترض ان "بناصر اوخويا" قد بالغ في الرقم الذي صرح به وانه حصل فقط على نصف المبلغ، اي ان "الغازي بناصر" حصل على 108 مليون السؤال هو : هل سيكون بائع للببوش؟ فالاكيد ان 2 مليون كل شهر ستكون كافية لبناء منزل لاسرته الصغيرة وكافية لسد حاجياتها حتى مماته وستعود عائدات البث الى ابنائه وارملته. هذا الى جانب الأسطوانات التي سجلها لفائدة منتجي الاشرطة الذين جنوا الكثير من المال دون تعويضه ولو بنصف العائدات.
سأحكي لكم ماحدث لي شخصيا بخصوص اغاني التي تبث على امواج الاذاعة منذ 2008، فلما اتصلت بالمكتب الفرنسي لحقوق المؤلفين بباريس(SACEM) لكوني عضو فيه وامتلك بطاقة العضوية، اخبروني ان رصيدي من مستحقات البث هو خمسون درهم، اصبت بالذعر والغضب فاتصلت بالمكتب المغربي لحقوق المؤلفين بالرباط فاخبروني ان ما صرحوا به للمكتب الفرنسي هو ما حصلوا عليه من بيانات البث المصرح بها من الاذاعة، فلما اتصلت بالإذاعة اخبروني انهم قاموا بالواجب، فهذا يرمي المسؤولية على عاتق ذاك ولم استطع معرفة مكان الخلل، ومؤخرا اتصلت بالمكتب الفرنسي فاخبروني انه انهى علاقته بالمكتب المغربي وفسخ معه العقد لانه لم يؤدي واجباته للمكتب الفرنسي، بمعنى ان الكرة اصبحت في مرمى مكتب الرباط.
وقد حدث امر مماثل للفنان "مغني" عندما استأجر سيارة اجرة للتنقل الى مكتب المؤلفين ب 400 درهم فلما وصل وجد في رصيده 300 درهم. وحصل كذلك للفنان "اكوراي" الذي تحمل تكاليف السفر من جبال "تونفيت" اقليم "ميدلت" الى الرباط ليخبروه انهم لا يعرفون اسمه الشخصي هل هو :موحى او محمد وان عليه ان يعود ادراجه الى قريته ويأتي بشهادة ميلاده الأصلية وكأن هناك 100 فنان يحمل هذا الاسم.
اريد ان اوجه نداء اللوم والعتاب للعاملين بالإذاعة وخاصة المكلفين ببرمجة بث الاغاني لاقول لهم: ان نصف مواد الاذاعة هي اغاني ان لم نقل% 70 ، فلماذا لا يكلفون انفسهم عناء توثيق بيانات البث وارسالها الى مكتب المؤلفين ؟ عوض استغلال الاغاني يوميا دون احتساب مدة البث وتوثيق اغاني الفنانين الذين تبرمج اغانيهم يوميا، علما ان الاذاعة تفرض على الفنانين اهدائها اغانيهم مجانا من اجل الحصول على الوثيقة التي يدلون بها للمكتب المغربي لحقوق المؤلفين ليكون لهم الحق في الاستفادة من عائدات البث لاغانيها، كما ألوم كذلك المكتب المغربي لحقوق المؤلفين لانه لا يقوم بواجبه في حماية الفنان من القرصنة والاستغلال الغير المشروع.
وفي الاخير اقول: هذا المشكل لن يجد حلا الا في حالة واحدة: ان يوحد الفنانون صفوفهم في جمعيات فنية ويقوموا بمظاهرات عارمة امام مقر الاذاعة، وان يعرفوا بالمشكل لدى الصحافة النزيهة، وفي المواقع الاجتماعية عن طريق الكتابة والفيديوهات للتوعية والتعريف بالاشكالية، ومحاربة الفنانين الذين يعملون مجانا في التلفزة والإذاعة والأعراس، فكل منتوج له مقابل وكفى من الاستغلال البشع.
واريد ان اوجه نصيحة لكل الناس: في موسم البرد القارس في الشتاء يكثر استعمال اجهزة التدفئة (الشوفاج) لكن اغلبية الناس يجهلون خطورتها، اذ يجب عدم استعمال الفحم والغاز للتدفئة خاصة اذا كانت النوافذ والأبواب مغلقة، لان ذلك يؤدي الى استهلاك كمية الأوكسجين الموجودة في البيت مما يؤدي الى ازدياد نسبة ثاني اوكسبد الكربون المطروحة مما يحولها الى سم قاتل لا يحس به الشخص الى ان يفقد الوعي وبالتالي يختنق فيموت من طبيعة الحال، فمن الافضل استعمال الشوفاج الكهربائي لانه اقل خطرا ويجب تفادي الشوفاج بقنينة الغاز، ولا ادري لماذا لا تقوم تلفزتنا واذاعتنا وجرائدنا بتوعية الناس يوميا كحالة الطقس في مواسم البرد باخطار التدفئة (الشوفاج)
ولو ساد الوعي لما مات فناننا الكبير "الغازي بناصر" اختناقا بالغاز، ومن هذا المنبر اقدم احر التعازي لاسرته الصغيرة وذويه وللاسرة الفنية قاطبة لفقدان هذا الهرم العظيم الذي كان رائدا في الاغنية الامازيغية غير انه لم ينل ما يستحقه من اهتمام من المسؤولين على هذا القطاع، علما انهم يغدقون الاموال الضخمة على الفنانين الاجانب، ورغم انه كان اول فنان امازيغي اطلسي يظهر على شاشة التليفزيون المغربي في 1963. وكان سفيرا للأغنية الامازيغية في اوروبا في ذلك الوقت، وترك لنا ارثا غنائيا رائعا يتمثل في اغانيه التي لم ولن تمت ابدا ك : ماكعما بظاظ ام نك، كيخ كول دونيث، خويا ثسانو، إظرد اوغلياس أذيسو، حاول غيفي ابظاظ اعذاو، بل كان اول فنان ادى "ثماوايث" بصوته وبرفقة العزف على الكمان قبل بدء الاغنية. رحم الله الفقيد واسكنه فسيح جنانه.
*بقلم: حمو عكوران.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق