في عمق الجبال تهاطلت امطار غزيرة وتلوج كست قممها انبعتت روح الحياة وكست الجبال والهضاب والوديان بداية لباس اخضر وزهت جريان الوديان والعيون بمياه ناصعة ببزوغ شمس معانقة روح الطبيعة المتجددة ،وطالع المطر زين سمائها بعروس المطر زاهي بألوان حاملة البهجة البسمة العريضة على وجوه اهل الجبال وفلاحيها ورعاتها ،ورقصت البهائم وسرت لدخر الطبيعة والعشب الاتي الممتع والمشبع لشحها القنوط .
اهتزت قلوب الادمين وملئها الفرح والطموح فزادت الامطار لوعة حب وجاءها الطقس الفلاحي وبهائه مبتسما بطعم مداقه جيد المصاغ ،وحول المائدة تناول اهل الجبال كل الاطباق وحازت السنة الفلاحية علامة مميزة سمتها سنة الخير والصبت والأعراس .
قوس قزح لا يخفي معالم الحب والبهجة والفنون ،وفي عمق القمم احتفل بالأهازيج والنغمات ،ولم تستنى الحواضر والجمعيات والمؤسسات من البهجة ،نعمت كل اركان البلاد وارضها بمياه وملأها السدود .
وقال الشاعر امرئ القيس في معلقته:
ترى بعر الأرام في عرصتها** وقيعانها كأنه حب فلفل
فلولا المطر الهاتن لما كانت الأرام رائعة في تلك العرصات ولا مرحة في تلك القيعان والتلعات ،تمرح وتلعب وتتواثب وتتراقص.
غير ان نحس قنوات المياه بالبيضاء وحوادث الخراب بها الم بنا في وطنن لم يحضى ببنيات تحتية وجودة كافية لمواجهة الامطار .
الطبيعة انعمت بما هي جود وعطاء ،والمسؤول لم يستيقظ من سباته واعد وعد خالفه باختبار المطر .
الطبيعة لا تحتمل المزيف وتبين العيوب ،والحياة بدون مطر وزهاء الطبيعة والخضرة الخلابة جحيم لا تحتمل ،والمدن بدون مسؤولية كاملة وصدق جحيم .
وبطعمين مداقهما مختلف احدهما حلو ومستصاغ والاخر مر وحنظل استقبل المغاربة السنة الفلاحية الجديدة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق