بقلم ابراهيم توفيق
***
اغرب الغرائب في مركز رمز الفقه والنضال والوطنية بتالوين على بعد امتار من موضع قراءة امهات الكتب في الفقه وعلوم الدين والمنطق واللغة العربية واصولها التي تحدث عبد الله التسافتي في رحلة الوافد عن مجمع العلم والائمة والفقهاء والطلبة في حلقة النقاش بمدرسة تاكركوست واعجابئه بها في مختلف الفنون والمتضلعين فيها .ظهرت كراكيز اواخر الزمان مقلدة اوصاف ما كان لها منها الا حفنة من مزامير التيه والغوغائية من حيث انها افسدت كل ما هو جميل في القلعة الشامخة التي رسخت لما ناط ذاكرة المكان من ادوار طلائعية شهدت لها رفوف خزانات وتأليف من افواه اهل اليقين والمنهاج والرزانة وحبدا لو كانت الكراكيز تطلع وتفقه منها نقطة ماء نور في بحر من ظلماتها ،لأخد مسارها طريق الخلاص من الجهل ولأنقضت على خيوط حركتها لتمزيقها لتعلن عن وعي وتمرد من خوالب موهم لها في جنح الظلام والخفاء ،وليجعل سبيلا مخجل لأدواره ونواياه بين انظار المتفرجين من اهل تالوين والعارفين بماهية جوهر حقيقة تالوين ورمزيتها ،فلا تستبدل القمة والشموخ والهمة بلعب الكراكيز ،الا في موطن الغوغاء والرعاع المنغمسين في اوكار الخبث والدنائة.
ولا تعبر خرجات المهرج المدبر لأمر الكراكيز الا عن انحراف في القول والكلام الذي لا معنى له في وزن العلوم التي تداول في مجالس تكركوست العالمة ولا في قوامة السلوك الوطني بها ،ولا في نغمات العود والموسيقى المطروزة فيها بشيء .فبات مشهده مصدر ازدراء وتعبير يحمل الفساد بقتل كل المكاسب نحو المزيد من التدحرج نحو الدنائة الخالية من القيم ومن صوت لباب العقل السليم.
واستبدل العقل بالاحلام والخرافات ،ومن الكراكيز بالداء وحسبوه دواء وسقمت جوارحهم واحاسيسهم وافكارهم بالسموم فنالو مقصد الجهل المفضوح والأهوج المزمن .
ما اروع ان تنهل تاكركوست المركز الحضاري والثقافي لمجد سكتانة وطلائعيتها في صناعة مركز استحق الثناء وتمدد اشعاعها في التراب الوطني بقيمها الجادة ،وكم تطير عواطفي بذكريات جميلة بما يحمله الاحساس من معنى في اروقة المكتبة الوطنية بالرباط وانا لا ارفع رأسي عن المجد السكتاني وما تزخر به تاكركوست من اهتمام .وفي عمر مبكر تخالجني اسئلة واتصور ازقة تاكركوست ومدرستها وحلقات الدروس بها ،وسرعان ما الجأ الى المقارنة .
واجد من خلاصاتها نكوص وتدهور بين اليوم والأمس ،بتطفل كراكيز على المجد والعز واستبدال العلم بالجهل ،وتطويق العفة والكرامة من اجل الجشع والتطاول ،والانزلاق والتفاهة وقيم العبودية ضد التحرر والجدية والشموخ .
لن انسى تاكركوست وسأسعى الى تقديم اضاءات في ذاكرة المكان وسأتجاهل كل الكراكيز ومحركها .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق