
علي الحجاز
كانت الحركة الأمازيغية أول من طرح فكرة أن القضايا الوطنية المغربية أهم بالنسبة لنا من الجدل الدائر في الشرق الأوسط ، و تلقت بسبب ذلك الكثير من النقد من طرف القوى اليسارية والإسلامية. وكان لها دور كبير في إنضاج هذه الفكرة في أذهان الشعب المغربي حتى صار اليوم أكثر تقبلا لقرارات الدولة بهذا الصدد، وإلا لاحتاجت الدولة المغربية اليوم إلى مجهود كبير لتبرير قرارها فتح العلاقات مع إسرائيل.
كانت الحركة الأمازيغية أول من أبدع شعار "تازة قبل غزة" الذي تبنته اليوم أطياف واسعة من الشعب المغربي.
كان هناك دائما تيار داخل الحركة الأمازيغية (أقول تيار وليس الجميع) يدعو إلى فتح العلاقات مع إسرائيل.
كانت الحركة الأمازيغية أول من انتبه إلى ضرورة إبراز المكون العبري اليهودي داخل الثقافة الوطنية المغربية، وهو نفس التوجه الذي يبدو أنه سارت فيه الدولة اليوم.
كانت الحركة الأمازيغية أول من طرح أمازيغية الصحراء دعما لمغربية الصحراء ضد الطرح الإنفصالي الذي يتبنى العروبة.
كل ما ذكرته يدل على أن توجهات الحركة الأمازيغية كانت منسجمة إلى حد كبير مع الواقع و مع اتجاه حركية التاريخ مقارنة مع القوى الإيديولوجية الأخرى. لكن ، ماذا فعلت الحركة اليوم من أجل ترصيد كل هذه الأمور و تحفيظها و جعلها تسجل باسمها بشكل يمكنها من كسب بعض النقاط و يدعم تموقعها داخل النقاش السياسي و الثقافي و يمكن الأمازيغية من كسب بعض التمكين داخل مؤسسات الدولة ؟
ماذا فعلت الحركة الأمازيغية من أجل انتزاع الاعتراف من طرف الدولة والقوى الحية وحتى الشعب بدورها المحوري وفضلها في كل هذا التطور الذي تعرفه اليوم القضايا الوطنية ؟
إذا استثنينا محاولة "الجبهة السياسية الأمازيغية" من خلال بيان محتشم ، فالجواب على كل هذه الأسئلة هو "لا شيء" ، وأن الحركة الأمازيغية بقيت تلعب دور المتفرج. وهذا يدل على أن الحركة تتصرف بغير قليل من السذاجة السياسية ، وأنه ينتظرها مجهود كبير من أجل بلورة وعي سياسي عميق وقوي ، مواز و مواكب لكل هذه المحاولات الطموحة التي تسعى إلى تأسيس أحزاب ذات مرجعية أمازيغية.
كانت الحركة الأمازيغية أول من طرح فكرة أن القضايا الوطنية المغربية أهم بالنسبة لنا من الجدل الدائر في الشرق الأوسط ، و تلقت بسبب ذلك الكثير من النقد من طرف القوى اليسارية والإسلامية. وكان لها دور كبير في إنضاج هذه الفكرة في أذهان الشعب المغربي حتى صار اليوم أكثر تقبلا لقرارات الدولة بهذا الصدد، وإلا لاحتاجت الدولة المغربية اليوم إلى مجهود كبير لتبرير قرارها فتح العلاقات مع إسرائيل.
كانت الحركة الأمازيغية أول من أبدع شعار "تازة قبل غزة" الذي تبنته اليوم أطياف واسعة من الشعب المغربي.
كان هناك دائما تيار داخل الحركة الأمازيغية (أقول تيار وليس الجميع) يدعو إلى فتح العلاقات مع إسرائيل.
كانت الحركة الأمازيغية أول من انتبه إلى ضرورة إبراز المكون العبري اليهودي داخل الثقافة الوطنية المغربية، وهو نفس التوجه الذي يبدو أنه سارت فيه الدولة اليوم.
كانت الحركة الأمازيغية أول من طرح أمازيغية الصحراء دعما لمغربية الصحراء ضد الطرح الإنفصالي الذي يتبنى العروبة.
كل ما ذكرته يدل على أن توجهات الحركة الأمازيغية كانت منسجمة إلى حد كبير مع الواقع و مع اتجاه حركية التاريخ مقارنة مع القوى الإيديولوجية الأخرى. لكن ، ماذا فعلت الحركة اليوم من أجل ترصيد كل هذه الأمور و تحفيظها و جعلها تسجل باسمها بشكل يمكنها من كسب بعض النقاط و يدعم تموقعها داخل النقاش السياسي و الثقافي و يمكن الأمازيغية من كسب بعض التمكين داخل مؤسسات الدولة ؟
ماذا فعلت الحركة الأمازيغية من أجل انتزاع الاعتراف من طرف الدولة والقوى الحية وحتى الشعب بدورها المحوري وفضلها في كل هذا التطور الذي تعرفه اليوم القضايا الوطنية ؟
إذا استثنينا محاولة "الجبهة السياسية الأمازيغية" من خلال بيان محتشم ، فالجواب على كل هذه الأسئلة هو "لا شيء" ، وأن الحركة الأمازيغية بقيت تلعب دور المتفرج. وهذا يدل على أن الحركة تتصرف بغير قليل من السذاجة السياسية ، وأنه ينتظرها مجهود كبير من أجل بلورة وعي سياسي عميق وقوي ، مواز و مواكب لكل هذه المحاولات الطموحة التي تسعى إلى تأسيس أحزاب ذات مرجعية أمازيغية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق