بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 12 ديسمبر 2020

وضع خطوات المغرب المتقدمة. لاتمثل التطبيع المؤول من الاستمرار الطبيعي.

مركزتيفاوت الإعلامي
بقلم ابراهيم توفيق

يجسد المغرب في علاقته باليهود نمط من العلاقات النابعة من الخصوصية الفريدة للمغرب في جوهر مكوناتها التاريخية والثقافية والاجتماعية والروحية القائمة على منحى الاستمرارية التي يلح عليها المعاش والملتمس ،كما هو الشأن بنفس مستوى العلاقة الواصلة مع القدس والحجاز وباقي بلدان المشرق والعمق الافريقي والشام ومصر وباقي بلدان المتوسط والمغاربي.والاثفاق الاخير ماهو الا استمرار طبيعي للعلاقات والتعاطي لمختلف القضايا بما يعزز الفهم الدقيق لمستويات المغرب ثقافة وتاريخا وتركبة اجتماعية تحدد صيغ وطرق الموقف المغربي الذي لم يتزحزح من مفهومه ومعانيه بعيدا عن التأويلات التي زج بها بمنظار ايديولوجي يدفع الى الغاء الطبيعة والهوية المغربية وراء شعارات لا تنسجم بروابط اللحمة والقوة الرابطة بين كل المكونات المغربية بستارات لا تدعم حتى الطروحات التاريخية وحجم التداخل الواصل والمتواصل .
ان الجدال الواسع حول التطبيع ينم على فهم ايديولوجي منجرف نحو البعثية والقومية واساليب صراعها المزعوم المؤيد لسبل الحروب بدل فك الغام الاحتقان الى حلول تضع الشعوب واواصرها الانسانية والتبادلية والتاريخية والثقافية والبشرية ضمن حجاج التفاوض السياسي والديبلوماسي الرامي الى تحقيق ما تصبوا اليه الانسانية من سلام وتوادد وابعاد لتشردم واولوية الصراعات المنقادة وراء تقوقع ايديولوجي اسلاموي او توجه قومي شمولي ومذهبي منغلق.
يعد المغرب بمنظاره الجديد المؤسس على معطيات علمية وتاريخية حافرة في اركيولوجية التواصل والاتصال العميق .دولة تخطوا الى الامام خطوات رابحة لرهانات عدة وتوسيج ركائز لها اسس في طبيعتها الحضارية نحو مزيد من التزكية في التقدم لتنزيل لكل الطروحات الحقوقية الانسانية والثقافية والروحية والمواثيق والمعاهدات في انسجام تام ،في تجاوز للمد الشعاري الايديولوجي . 
ان الموقف المغربي سيرورة وتفاعل واثر ميداني يتجاوز الشعار والجهاز النظري الى الميدان والتخطيط بموجبه في رسم نوع العلاقات والديبلوماسية ،والسياسة المؤطرة في جودة التميز والتثمين لتراث المادي واللامادي المغربي في النموذج التنموي الجديد وعناوينه العريظة في بلورة برامج العمل المواطناتي والوطني والاقليمي والدولي في الصيغة الحالية المتضمنة في وثيقة الدستور الجديد.
وبهذا يضع الموقف المغربي مختلف القضايا الهامة في النسيح المجتمعي المغربي واطاراتها وتدافعها في واجهة الدولي والديبلوماسية لتحضى بكثير من الاهتمام والتوسيع في نطاق الشرعية التاريخية والحضارية والمشروعية القانونية الدولية والوطنية.
واليوم دخل المغرب في منعطف جديد ينتقل وناقل ومستحضر لذاكرة الجماعية والوطنية والحضارية والبشرية ،وواضح في ابراز لموقفه المدعم لكل المبادرات ومنها القضية الفلسطينية ،ودور الاديان في تعزيز ودعم السلام والنأي عن منطق الحرب والنزاع الى تقريب الوجهات من اجل الحلول بواسطة الاستفادة من النموذج المغربي ،الممكن ان يجد ادن صاغية لفتح جسر التحاور والحكمة  والمرونة ..
قد يبدوا في نظر الكثير ان الموقف المغربي مزدوج وغير مفهوم ،الا ان ذلك التمثل مضلل ولا يفهم الا بالرجوع الى المسند العلمي والتفسير من المعاش ومن المغرب ومكوناته المتعددة الاسلامي والامازيغي واليهودي والبحر الابيض المتوسط والافريقي ،والى تركيبته الاجتماعية كثمرة لامتزاج وتعدد مختلف الاجناس فيه مند قرون خلت وضاربة في شخصية المغربي .
المغرب كنتيجة وموقفه الصائب مكسب وخطوة تعد شرط لتبيىئة في عمل موفق لترميم جوانب الاغفال ،وشق درب مغربي اصيل متميز يعلن فرادته دون اي تلبيس  مزعوم ومختلق يندد بالتطبيع ،في حين انه يمثل استمرار وتجسيد وصحوة ودمقرطة وتوسيع المشاركة .في القضايا التنموية العنصر التراثي العبري المغربي ،وقضية الوحدة الترابية في وحدة الحضارة ،دون اغفال حجم رمزية القدس في بواطن المغاربة ..وامكانيات المغاربة اليهود والمسلمين بروح امازيغية جانحة الى السلم في احترام قواعد الانسانية وحقوقها .

ليست هناك تعليقات: