مشكلة "العالم العربي" كبيرة مع المقدسات، فالمقدس الذي يلهب مشاعر هذه الشعوب عبارة عن بناية مسجد اسمه القدس، ثالث الحرمين ومسرى الرسول.
فالمقدس كمكان هو الذي يحدد المقدس الانسان في الوعي الجماعي لذاك العالم.
فالروح الفلسطينية مقدسة وقتلها جريمة وماساة، ولكن الروح اليمنية ليست لها نفس القدسية فهي لا تحرك كل هذا الغضب في النفوس، لماذا الاولى مقدسة والثانية اقل قداسة. لانها لا تتوفر على شروط القدسية لدى التصور الجمعي لذاك العالم، تتمثل هذه الشروط في البنايات المقدسة، والتي من المفترض زارها الرسول الكريم. فلا حرم مقدسي في اليمن ولا مسرى نبوي في اليمن.
فالتطبيع مع الجريمة والمجرمين ورقة يلوحون بها فقط مع قضية فلسطين و المعتدين عليها، لكن هذه الورقة لا تستخدم بنفس المرارة والحرارة في وجه الحلف الخليجي الذي دمر اليمن وجعله ارض اشباح تقتلها المجاعة واليتم والقهر.
ثم التطبيع مع تركيا لا يعتبرونها جريمة في حق الكورد الذين تحتقرهم تركيا وتنزلهم منزلة اقل من درجة انسان. لا يرونها تطبيعا، ما دامت في أربيل لا توجد قدس الاقداس، ولا مسرى الرسول لذا فأضواء الاعلام وابواق المنابر وشحنات العواطف وقصفات الاقلام تلمع بعيدا عن كردستان.
تركيا التي يطبل لها الكثيرون ممن يعتبرون اردوغان مثال الخليفة المسلم، ويتمنون استبدال رؤساىءهم به، متجاهلين كل التجاهل توسع تركيا في اراضي كردستان ومعاناة الكورد من ويلات الطمع التوسعي وجرائم الحرب التركية على الشعب الكردي. اما تطبيع تركيا لعلاقاتها مع إسرائيل فهذا شىء متجاوز لان تركيا الجمت السنتهم منذ زمن بعيد حين طغت على ذاك العالم العربي ومن حين لاخر هي تلوح له انها قادرة على اعادة خلافتها من جديد. الشىء الذي يعجبني في الاتراك ان لا شىء اقدس من جيناتهم العثمانية احب من احب وكره من كره. لهذا يحسب لهم الف حساب!.
هذا "العالم العربي" يريد جر العالم الاسلامي الى قضايا يمنحها قدسية ويسكت عن قضايا عادلة لا تهم مقاسه الفكري والقومي. حتى العواطف يصممها هذا العالم للمسلمين على مقاسه، ليس أكثر من المغاربة من ينبهك لتستيقظ.
لذا فهي في الحقيقة العميقة، صراع مرجعيات.
اليقظة المغربية
خديجة يكن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق