بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 1 ديسمبر 2020

فاطمة المرنيسي أو شهرزاد المغربية - في ذكرى رحيلك -









مركزتيفاوت الإعلامي


* عن صفحة الأخ الدكتور الأديب والمفكر سي Nacer Soussi :

*- ناصر السوسي .

– فاطمة المرنيسي – أو شهرزاد المغربية....

فاطمة المرنيسي العالمة الاجتماعية العالمية...الأستاذة التي فتحت الدراسات السوسيولوجية بجرأة علمية على موضوعة المرأة و النسائية ثم على إرهاصات الجندرية GENDER في مجتمعنا من خلال تأطير وتوجيه طلبتها الباحثين في السوسيولوجيا و السيكولوجيا الاجتماعية بكلية الآداب و العلوم الإنسانية بالرباط في منتصف سبعينيات القرن العشرين نحو التناول العلمي المنهجي لإحدى معضلات تخلفنا و مآسينا التراثية -التاريخية و بؤس معمارنا الاجتماعي و الذهني: تحجر تصوراتنا حول المرأة و الجنس و تخثر نظرتنا الذكورية – القضيبية التبخيسية – المكرسة لدونية الفتاة …لم تكن التساؤلات الكبرى التي فكرت فيها ثم بنتها و صاغتها العالمة الاجتماعية الأستاذة فاطمة المرنيسي منطلقة من العمل الإختباري -الميداني لوحده أو من الإنشائيات النظرية المكتبية بقدر ماكانت مرتكزة على وعي حاد بذلك الحوار القوي و المسؤول بين النظر العقلي و معطيات التجريب والواقع الامبريقي الاختباري . اتجهت الدكتورة فاطمة المرنيسي خريجة جامعة ماساسوتشيتس بالولايات المتحدة الأميركية سنة 1973 نحو إعادة قراءة التراث العربي ، الفقهي تحديدا ، بتقليبه من كل أوجهه من خلال السؤال السوسيو- تاريخي غاية في الإنصات لأدق تفاصيله و تضاريسه شعرا و فلسفة و تصوفا و سردا للوقوف على جوانب مهمة من المخيال العربي الإسلامي IMAGINAIRE او مقابلة ذلك كله مع التطورات الراهنة و إعادة بناء واقعنا عبر تساؤلات استفهامية حيوية و جذرية و انشغال ميداني يوظف مستجدات مناهج العلوم الحقة و الإنسانية على السواء …. 

وبهذا المنهج استطاعت فاطمة المرنيسي إنتاج أعمالها الكبرى التي نذكر منها قصرا لا حصرا ” “SEXE IDÉOLOGIE ISLAM ” و ” الجنس كهندسة اجتماعية ” و LE HAREM POLITIQUE ”و السلطانات المنسيات ” و LES AÏT DÉBROUILLES DU HAUT ATLAS ” … 

كطالب درس على يدي هاته السيدة الرائعة و تتلمذ لها عن قرب و تعلم منها أحتفظ – كما غيري بكل تأكيد – بصورة بهية و ذكرى مشرقة عن الدكتورة فاطمة ..

كانت فاطمة المرنيسي مثالا للأستاذة الشغوفة بعملها و الباحثة العقلانية - الحداثية بانفتاحها اللامحدود على مقتضيات العصر و المقبلة بانتظام على اقتحام القارات الملعونة في لاشعورنا- الفردي و الجماعي - المبعثر و المفكك و ثقافة التواتر و العزو imputation و تنشئتنا المثقلة بالتقليد و اللاهوت و الاستبداد السياسي . كانت فاطمة مثالا حيا للمرأة العربية المتحررة إلى أبعد الحدود من أغلال اللاعقل و البطريركية و لربما هذا ما حدا بها لأن تكون على مسافة قريبة جدا من شهرزاد و هي تواجه جبروت شهريار و قريبة أيضا من فاتنتها الساحرة “اسمهان ” اقرأوا ” نساء على أجنحة الحلم ” ففي هاته السيرة العميقة جوانب مهمة من نمط تفكير أستاذتنا فاطمة المرنيسي ومن كيفيات تشكل وجدانها ..
أكرم الله مثواها و أسكنها جنات النعيم ….


( الموقع الإلكتروني لمجلة "الموجة الثقافية LA VAGUE CULTURELLE " ..)

ليست هناك تعليقات: