ابراهيم توفيق
على الحدود تجري استفزازات قصدها اهانة هوية الشعب المغربي بكل الخطابات الدنيئة والنابية بعدم تاريخ وعراقة هذا الشعب وكرامته ،ومحاولة اذناب الاطماع الحاقدة على المغاربة بكل وسائلها بث نوع من الاشاعات والتغرير بالمكون الداخلي لزرع فتيل النعرات والفتن حتى ينالو ما يصبون اليه من نزوات عدوانية حاقدة منبعة من رابطة الدم ،والوهم الذي يؤسس الى حقوق خرافية يندى لها الجبين وتثير السخرية في اعتمادها بناءا على الدراسة العلمية التاريخية في صفاء ونقاء النسل .
ان المغاربة من خلال دفاعهم على وحدتهم امام جسم غريب يغيب واقعية شمال افريقيا تاريخا وثقافة ،فكيف يعانق هاؤلاء ادعاءات مفارقة ومناقضة لعمق الصحراء المغربية وحضارتها ،التي لا تخلوا من اسماء الاماكن والمواقع واللغة الحسانية ،ان بهثان الانتماء المغربي الى اصول تبعد عن المغرب مسافات زمنية ومكانية ،يجعل خرجات البهثان حملة لا تتجاوز الامتداد الاستعماري واطماعها في المنطقة ومصالحها الخاصة لضغط على المغرب من اجل حصة الأسد وافقار شعبه ،ورميه وراء اي محاولة لبناء الذات الوطنية الموحدة ،وفيها ايضا استغلال لمعانات الطرف الاخر وحشدهم ورقمنتهم من اجل ثلة من حكام وقيادات لا تحمل من كل الشعارات الواهية الا الطرز والتجيش ولغة الخشب البالية الفاقدة لتنزيل .
المغاربة والصحراوين شعب متداخل في قطر يجمع فيه الجنوب مع الشمال ،ويتوافق فيه التاريخ والحضارة في تمكين على وحدة في المجال والمصير والاهذاف والقيم ،فلا يمكن تصديق لغة حرب اججتها السياسات الاستعمارية المعولة على تعميق الخلاف من الوحدة مكمن القوة في المغرب وفي شعبه عبر عصور هزمت اساطير قوى معتدة بنفسها كالاسبان والبرتغال في معركة وادي المخازن ،وفي حملات البرتغالين على السواحل المغربية من اقصى الصحراء الى الشمال على البحر المتوسط .
الشعب المغربي بكل مكوناته لا يستصيغ اسطوانة كيان وهمي تحاول الاطماع المعادية لوحدة التراب وسيادته الوطنية زرعه باعلام ،يحاول الرسوخ في قلب مغربي مفعم بتقاليد واحساس وشعور وذكاء وتحضر راكم واستبطن تربية وتنشئة جدورها متبة في كل القارات .لعل محاولات المرتزقة المنغمسين في قيم التعصب والعصابة والنهب غير قادرة من النيل من قوام الفكر المغربي ،والشواهد التاريخية قابلة للبرهنة لانهزام الغواية في ارض التعايش والاستماثة على كل مكوناته دون فرقة او تشردم .
المغرب ارض معطائة والصحراء معبر لتلاقح الثقافي والحضاري بين العمق الافريقي والشمالي والاسلامي والعبري والامازيغي في صنع ما هو كائن اليوم .فلن نتخلى عن مكتسباتنا من اجل اطماع عدوانية وعنصرية هشة ؟؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق