بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 19 نوفمبر 2020

بعد أخنوش: بنكيران يطالب رسميا بالإلتحاق بالحركة الأمازيغية

















مركزتيفاوت الإعلامي
عبد الله الفرياضي



هذه قصة ما وقع اليوم
رن هاتفهي، أطللت على شاشته فإذا الرقم غير مسجل في ذاكرته. ضغطت على زر الإجابة فإذا الصوت مألوف لدي، إنه أحد مناضلي الحركة الأمازيغية الذين شاءت إرادة وسائل الإعلام أن تجعلهم رموزا.
- المنادي: ألو السي عبد الله مالك شاعل أخويا... لم يسألني عن الحال والأحوال كما جرت العادة، سيما وأن آخر لقاء لي به تم قبل أربع سنوات، بل عاتبني على تدوينة كتبتها أمس علقت فيها على خبر التحاق بضعة أفراد من الحركة الأمازيغية بحزب التجمع الوطني للأحرار.
- سألته قائلا: في الواقع لست أدري أين أخطأت في تلك التدوينة أستاذي الكريم..
- قاطعني: ليس من حقك أن تدعو إلى طرد الملتحقين بحزب "السي عزيز" (هكذا!) من الحركة الأمازيغية، أليست الحركة الأمازيغية ملك لجميع المغاربة؟
قبل أن أرد عليه راودتني فكرة يقول لي شيطانها الرجيم "قل له: الله يعطينا وجهك"، لكن شيطان النفاق الإجتماعي انتصر داخلي فقررت أن أجيب المتصل بلباقة مصطنعة ومخالفة لرعونته السمجة:
- من أكون لكي أطالب بطرد أولئك الأصدقاء من الحركة؟ ما قلته كان واضحا وضوح الشمس في كبد السماء. فمن اختار - من مناضلي الحركة - أن ينتمي إلى حزب من الأحزاب الرسمية هو حر في اختياره ومبادئ الحركة وأدبياتها تلزمني بالدفاع عن حقه في الانتظام السياسي. لكن، في المقابل، من واجبي أيضا أن لا أسكت عن أي محاولة ترمي إلى تمييع الحركة الأمازيغية التي قدمت في سبيل تحقيق مطالبها وأجرأة أدبياتها العشرات من الشهداء والمعتقلين. ثم أضفت: أريد أن أسألك بعض الأسئلة وأتمنى أن تجيبني بصراحة:
- قلت له: أثناء التحضير للتعديل الدستوري، ألم يقدم هذا الحزب مذكرة مطلبية دعا فيها إلى جعل اللغة الأمازيغية لغة وطنية فقط وليس لغة رسمية؟ ألم يصوت هذا الحزب مؤخرا على القانون التنظيمي للأمازيغية الذي يحمل في طياته المماطلة والتسويف؟ ألم يصوت هذا الحزب ضد اعتماد اللغة الأمازيغية في الأوراق المالية وفي البطاقة الوطنية؟ ألم يقم هذا الحزب بسن قانون المراعي الذي أصبحت بمقتضاه اليوم أراضي الأمازيغ مستباحة من قبل الرعاة الرحل ومندوبية المياه والغابات؟ بل الأكثر من ذلك ما الذي تغير في هذا الحزب لصالح الأمازيغية بعد 42 سنة من تأسيسه؟
- أجابني بصوت مهموس: بلى...
- سألته مرة أخرى: هل ما فعله هذا الحزب وما يؤمن به إذن يتفق مع أدبيات ومطالب الحركة الأمازيغية؟
- أجابني وصوته بدأ يخفت أكثر فأكثر: بالتأكيد لا يتفق مع الحركة..
- قاطعته متسائلا: ألا يعني التحاق هؤلاء الأصدقاء بهذا الحزب أنهم مقتنعين ببرنامجه السياسي ومشروعه المجتمعي؟
- أجاب: التحاقهم بالحزب لا يعني أنهم متفقون معه في كل شيء، فهذه فرصة يجب استغلالها لتصحيح مسار الحزب لصالح الأمازيغية. فهم سيناضلون داخل الحزب ليغيروا قناعاته، والحزب عبر عن رغبته في ذلك...
- أجبته: البلاغ الصادر عن الطرفين لم يتضمن أية إشارة إلى اتفاق ما بشأن تبني الحزب لمطالب الحركة الأمازيغية، بل لم يتضمن ولو اعتذارا بسيطا عما اقترفه - وما يزال - هذا الحزب في حق الأمازيغية. وبناء على ذلك فإن من يقرر الإنتماء إليه الآن وبهذه الصيغة يجعل من نفسه مناضلا مدافعا عن الحزب ومبادئه المعادية للقضية الأمازيغية. ومن ينتظم داخل تنظيم يعادي مطالب الحركة الأمازيغية فإنه هو من يضع نفسه بنفسه خارج الحركة.
وحتى يحين الوقت الذي يقرر فيه هذا الحزب - هو وغيره من الأحزاب الأخرى - التكفير عن خطاياهم تجاه الأمازيغية فإننا لن نحيد عن درب النضال والمواجهة معهم.... إلى ذلك الحين أخبرك يا صديقي أنك أخطأت العنوان الذي يتوجب عليك توجيه العتاب إليه.
بقا لينا غير بنكيران تا هو نعطيوه شرف الإنتماء إلى الحركة الأمازيغية

ليست هناك تعليقات: