بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 16 نوفمبر 2020

مع مستجدات ما يحدث بالصحراء مؤخرا














مركزتيفاوت الإعلامي
خميس بتكمنت
 بدأت تتسع رقعة المزايدات باسم الوطنية و العزف على وترها قصد توحيد الرأي العام وفق رؤية واحدة و أحادية مضمونها الأساسي الشعور بالتفوق و النصر و التمايز و التميز ، و الكثير يعتقد أنها سبيل مختصر لتوحيد الجبهة الداخلية و خلق ما يسمى بالإجماع الوطني.
لكن هؤلاء يحاولون غض الطرف بشكل ماكر أن التجارب أثبت أن الإجماع القسري بالإكراه و إظهار الولاء الزائف للسلطة غالبا ما يتحطم بأول صدع في جدار السلطويات، خذ لك مثلا من كان يهتف باسم الجماهيرية العظمى في باب لعزيزية كيف انقلب بعد تصدع سلطوية القذافي، خذ لك مثلا من كان يهتف لزين العابدين و يطبل لأصهاره في شارع لحبيب بورقيبة و قنوات تونس الرسمية كيف أعقبوا الأدبار بعد استشعارهم ضعف و وهن النظام، و خذ لك مثل شعب بأكمله كان يردد نشيد "شكرا قائدنا لأنك أهدينا الوطن" كل صباح، كيف رددوا و رحبوا بسقوط نظام بينوشي الذي أنشدوه شعرا لعقد من الزمن.
إن الإجماع الحقيقي يقتضي تسييد حس و شعور جماعي بالمواطنين بالأمن الإجتماعي و أنهم مخيرين لا مسيرين في كل ما يبوحون به في نطاق المُجهر به و أن لا يتناقض مع مقموعهم و الغير المعبر عنه، و يقتضي الحد الأدنى من الرفاهية الاجتماعية و شروط العيش المواطن بكرامة، فالجماعات و الشعوب في آخر المطاف تكتلات نفسية و تعبيرات عن رغبات الأنا و ما تتشبع به من إرادات مصلحية، فالفرد يتوق للتحسن و الافضل و يعتبر تحسين وضعه الاجتماعي و المادي و النفسي حافزا مهما يحفزه للدفاع عن وضعه و تحصينه، ترى، أين المكتسبات الاجتماعية و المدنية و السياسية و الاقتصادية التي قد تجعل الفرد مهيئا للدفاع عنها و استرخاص حياته من أجلها؟ هل وضعيته الحقوقية و المدنية قد تكون حافزا؟ لا أظن... هل وضعيته المعيشية و الاجتماعية قد تكون حافزا ؟ لا أظن... هل يشعر أنه رقم فاعل في معادلة صناعة القرار و السياسات العمومية ؟ لا أظن.
إن أول خطوات إحقاق أي إجماع و تعبئة و توحيد الجبهة الداخلية تفترض المصارحة و النفاذ لحقيقة ما هو قائم دون أنماط التزييف و التغليط و محاولة حجب الحقيقة بصنع متاريس و حواجز تطبل لوضع لا يوجد على أرض الواقع، فالتطبيل للنصر في الثمانينات و حجب الحقائق و تكلفة جدار الدليمي و تكتيكه كانت كلفته أحداث 84 بعد الرفع في اسعار المواد الاساسية لتغطية تكلفة الحرب انذاك المقدرة بمليون دولار يوميا .
و إن تكلفة التطبيل و التجييش الإعلامي المشحون بالمزايدات دون شرط المصارحة ، نهار المعقول ستجد على الارض مواطنين كمن شارك في مسيرة ولد زروال الذين لا يفرقون بين بان كي مون و بنكيران، و لن يجد إلا نماذجا تعبر عن شعورها بالتفوق بكونهم "حنا عندنا الدكا".
الإجماع يقتضي أولا إزاحة الملفات الشائكة من رفوف صناع القرار و أولها الإفراج عن معتقلي حراك الريف و صياغة مخطط استعجالي لتفعيل محاسبة ناهبي المال العمومي و إقران ذلك بمساطر العقاب و الردع، و اعتبار الإنسان محور سياسات التنمية بالنهوض بالقطاعات الحيوية من تعليم و صحة و إرساء قضاء نزيه كدعامة لدولة القانون و شطب التباينات الاجتماعية المكرسة لهوة ساحقة و شرخ بين قلة من أثرياء محتكرين لمنابع الثروة الوطنية و سواد أعظم من مفقرين و مهمشين هم في الاصل ماكينات لاعادة تدوير ثراء الاثرياء.
أما دون ذلك، فقط عكر فوق لخنونة، و كل الشحنات المزيفة للمزايدين الآن باسم الوطنية ستندثر فنهار المعقول ، فهناك فرق بين من يقوم بوظيفة النگافة السياسية بتزيين صورة مخدوشة وجب تصفيتها و بين صادق ينادي بتقويم الاعوجاجات، فالاول يوظف الوطنية كتقية لأهداف منفعية ذاتية و مصلحية، بينما الثاني يشعر أنه ينتمي لمجال الوطن عن قناعة و ليس من منطلق و خلفيات الربح و الخسارة، فهو ليس تاجرا و لا مأجورا باسم وطن كالمصلحجي الذي لم يثبت التاريخ انه كان في الصف الاول ان اقتضت الحاجة الذود و المقاومة و الدفاع و التضحية.

ليست هناك تعليقات: