ولد أحماد بدوار أكوليز القريب من طاطا، بعد دراسة متقطعة في الكُتاب التحق بالرباط عام 1939 ليساعد والده الذي يملك متجرا هناك ، لم يكن يتجاوز السادسة عشر حين قرر المشاركة في المقاومة حيث نسق عملية اغتيال مقدم جاسوس بالرباط، ومدير مدرسة العكاري الموالي لفرنسا.
اعتقل و تعرض للتعذيب سنة 1953 وقرر القاضي الفرنسي نفيه إلى مسقط رأسه مصفد اليدين مشى على قدميه من الرباط إلى طاطا يتبعه ضابط فرنسي على حصان ومعه بعض المخازنية.
هرب من منفاه إلى الرباط مرة ثانية فعمل حارسا عاما لمدرسة خاصة باسم اَخر لكنه اعتقل وحكم عليه هذه المرة بسنتين في السجن وهناك لقبه زملاؤه بشيخ العرب.
بعد الاستقلال انتظر أن يفرج عنه لكن الحكام الجدد تناسوه، وبعد شهور تم الافراج عنه و عرض عليه منصبا عسكريا شرط المساعدة على دمج جيش التحرير في الجيش الملكي لكنه فضل الالتحاق بالمقاومة حين علم بإنقلاب مولاي الحسن ولي العهد على حكومة عبد الله ابراهيم.
شكل شبكة سرية من المقاومين البسطاء بالدار البيضاء و الرباط و سلا، من تجار الحوانيت السوسيين.
حكم عليه عام 1964 بالإعدام غيابيا، لم تستطع الدولة أن تعتقله رغم أن صوره تملأ كل الحيطان و تتم إذاعتها قبل نشرة الأخبار كل ليلة ، وكان أفراد الشرطة يخافونه: يمر الشيخ بسيارته على حاجز ما في مدخل الدار البيضاء، يرمقه الشرطي و يعرف أنه المطلوب ولكن الشيخ كان يرفع جلبابه قليلا ليظهر رشاشه فكان الشرطي يشير له بالمرور كأنه لم يرى شيئا.
زار السجن متنكرا عدة مرات فقط لكي يمازح رفاقه المعتقلين، وحين تشتد القبضة الأمنية كان يعود إلى طاطا ليعيش في الجبال وحيدا ما بين تزكي و اسافن و و تاكموت و اميتك ،يقتات مما تتركه له النساء جنب الطرقات.
في غشت 1967 وبينما كان يحضر لعملية اغتيال أحد جلادي الداخلية مراقبا الفيلا انطلاقا من شقة اكتراها لذلك الغرض،خانه عضو من مجموعته، بأن بلغ الأمن بوجوده، فسارع الجنرال أوفقير بنفسه ومعه مدير الأمن الوطني و عامل الدار البيضاء إلى الشقة مع مفرزة من الشرطة و ضباط المخابرات، تبادلوا النيران لساعات ،وحين بقيت له رصاصة واحدة، صوبها نحو صدغه.
دفن بمقبرة سيدي عثمان بالدار البيضاء، المربع 14، القطعة رقم 12 القبر المجهول رقم 94.
إن كنت متدينا فاقرأ ماتحفظه من القراَن، أو قف لحظة صمت ،لا تجز تلك النباتات البرية التي تحيط بالقبر، دعها كما هي فما يرويها إلا دمٌ رجل مغربي قاوم الاستعمار الفرنسي والاستبداد و اسمه أحماد أوبراهيم أوكليز.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق