بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 24 أكتوبر 2020

قراءة نقدية في منظومتنا القيمية/ الأخلاقية:

الصورة لا علاقة لها بالموضوع 


مركزتيفاوت الإعلامي
في الوقت الذي يزعم فيه الخطاب الديني السائد، بأنه حارس القيم والأخلاق، نجده في واقع الحال يكرس أزمة القيم. وهي أزمة تتمثل في أربعة مستويات: خلط القيم بالانفعالات، القلب الإيديولوجي لنظام القيم، بتر القيم، وتكريس ثقافة الريع.
1-خلط القيم بالانفعالات:
ثمة خلط بين القيم والانفعالات. لذلك، ليس مستغرباً أن نسمع الخطاب الديني يردد دائما بأن من أخلاق المسلم الغيرة والغضب والثأر والانتقام والحمية إلخ. في حين أن الحس السليم يدرك بأن هذه ليست قيماً أخلاقية بل مجرد انفعالات سلبية، وأحيانا هي مجرد غرائز بدائية.
2-القلب الإيديولوجي لنظام القيم:
(الموت في سبيل الله أسمى أمانينا)، هكذا تقول إحدى الشعارات الرائجة. ما يعني أن القتال ليس مجرد وسيلة وإنما غاية الغايات، وهو ما يجعل حالة الاستنفار والجاهزية للقتال هي الحالة الطبيعة للإنسان المسلم. لذلك لا غرابة أن تكون المفاهيم السياسية للإسلام الإيديولوجي (الإسلام السياسي) ذات طبيعة عسكرية: اللواء، الجماعة، البيعة، الاحتراب، التدافع، الغزو، الولاء والبراء، الشهادة، الجهاد، الغلبة، التمكين، إلخ.
وكما كان يقول عبد السلام فرج، فإن “كتب عليكم القتال” تُفهم قياسا على “كتب عليكم الصيام”، كلاهما فرض عين على المسلم. بمعنى أن القتال لا يحتاج إلى مبرر طالما أنه يُطلب لذاته. إنه قلب إيديولوجي لنظام القيم. وهو نفس القلب الذي يجعل الشاب المسلم قد يرى في هولاندا اليوم دار حرب، ويرى في ليبيا دار سلام. إنه نفس القلب الإيديولوجي الذي يجعل البعض لا يرى في انحدارنا الحضاري اليوم أكثر من “صحوة مباركة".
3-بتر القيم:
داخل منظومة القيم الموروثة عن تراثنا الديني تم إلغاء ثلاث قيم أساسية: الحرية، السعادة، والجمال. بحيث اعتُبرت هذه القيم الثلاث بمثابة قيم عاقة عاصية متمردة، ولا تستحق على الأرجح سوى النبذ والإقصاء. هنا بالذات يكمن سوء التفاهم الكبير بين قيم الحداثة التي تعتبر كل إنسان هو غاية في ذاته، وليس وسيلة لأي غاية أخرى، وبين قيم القدامة حيث خُلق الجمهور لجر عربة الإمبراطور، وخُلقت الزوجة لإعداد الفطور، وخُلق سائر الناس لطاعة شيوخ الدين (الفقهاء) وأولياء الأمور.
Said Nachid

ليست هناك تعليقات: