بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 20 أكتوبر 2020

أحمد الدغرني جزء من ذاكرة أوديسا المعهد الإسلامي بتارودانت















مركزتيفاوت الإعلامي
رحم الله دّا حماد الدغرني، "يسّوسعو فلّاس غ-تكًمّي ن-وابادان، يسدوم اكتّاي نس ار وار-تّمي.
كان دائما متفرّاد متميّزا بين أقرانه منذ فترة الطلب. أذكر أنه تميز بيننا في النصف الثاني من ستّينات القرن-20 بالمعهد الإسلامي (معهد محمد الخامس حاليا) في عمله في قطاع الأنشطة الموازية في فضاء الداخلية (حوالي 960 طالبا). أذكر من ذلك تأليفه وإخراجه لمسرحية تعكس هموم المراهقين سماها "جحيم العشّاق". وقد أسند فيها لنفسه دور البطل. ونظرا للجو جد المحافظ في المؤسسة التي كانت ما تزال يسيرها تربويا وبيداغوجيا ما تبقّى من "جمعية علماء سوس" (انظر كتاب "المعهد الإسلامي بتارودانت" للمرحوم عمر الساحلي)، فقد أسند دور البطلة لأحد الزملاء الخارجيين الرودايين، الطالب الحمداني، واختار له من اللباس "تريكو- طويل الكمّين وفولارة على الرأس وتنورة/جيبّة الوقت على مستوى الركبة تبدو من تحتها السيقان المشعّرة للطالب المتقدّم في طور المراهقة، وقد كانت المشاهد جد محرجة للجمهور، طلبة وأساتذة/شيوخا. وقد انتهت المسرحية بنهاية مأساوية (عكس الأفلام الهندية للوقت)، حيث خرّ البطل المتيّم صريعا في المشهد الأخير وهو يئنّ "هُزّوني، هُزّوني" (أي: "ساعدوني على الوقوف")، وهو كل ما احتفظ به زملاؤه "النقّاد" في الغداة للتنكيت. ذكّرته بذلك قبل بضع سنوات في لقاء تواعدنا عليه فقادني إلى أحد المقاهي خلف فندق باليما بالرباط فأخذ يضحك. هناك حدّثني بمشروع آخر له: مشروع سيناريو فيلم حول طارق بن زيّاد؛ ولست أدري ما مصير ذلك المشروع. تذكرت ذلك المشروع على إثر وفاة المرحوم أحمد الطيب العلج الذي كان قد اتصل بي هاتفيا لحوالي خمسة أشهر من وفاته. قال لي إنه بصدد كتابة مسرحية طالما راوده موضوعها، وأنه اليوم قد قرّر أن يحررها قبل أن يداهمه الأجل: قصة فقيه شعبي من فاس ضاقت به الأحوال المادية، فرأي يوما يهوديا أسلم وكان يفترش قطعة قماش ويأخذ في ترديد الشهادتين والدعاء على "طايفة اليهود" فيغدق عليه المارة القطع النقدية، فخطرت بباله فكرة الانتقال إلى بلدة دبدو لينخرط في زمالة مع يهود البلدة حتّى تعلّم شذرات من العبارات العبرية وبعض العادات والعبادات ... انتقل بعد ذلك إلى مراكش حيث تقمص شخصية يهودي قد أسلم فأخذ الناس يغدقون عليه بمثل ما كان قد رأى في فاس ...). طلب منّى المرحوم أن أبعث إليه بنص بعض أدعية المناسبات اليومية (دعاء الأكل، دعاء الشراب ...) مكتوبة بالحرف العربي ليؤثث بها وصلات مشاهد مشروع مسرحيته، ففعلت للتوّ بأن بعثت ذلك إلى ابنه عن طريق البريد الإليكتروني؛ ولم يمض وقت قصير حتّى باغثه الأجل. لست أدري ماذا فعل الابن وكذلك الأدباء ورجال المسرح من زملاء أبيه بآخر مشروع للمرحوم، الذي أتصوره في مرحلة متقدمة حسب ما كان قد حكى لي.
وهذا نص كنت قد خصصته لتلك القصة:
"من صالح الشرقي إلى أحمد الطيب العلج؛ لقطتان من حياة رجلين رحلا وفي نفسيهما "شيءٌ من حتّى" (ديسمبر 2012):
https://orbinah.blog4ever.com/en-arabe-de-saleh-sharki-a...
.
أما الصورة المرفقة الأولى فهي للراحل المرحوم أحمد الدغرني، بعث إلى بها الموسيقولوجي الأمريكي فيليب سكويلر قبل أشهر بعد أن كان قد طلب منّي نص شهادة في حق الأستاذ محمد بنبراهيم، أستاذ الفيزياء والكيمياء بمعهد تارودانت مصحوبة ببعض الصور ممّا لدي عن معهد تارودانت؛ وكان ذلك في إطار إعداد "كتاب بهيّ/Beau livre" تكريما لذلك الأستاذ من طرف مجموعة من الأساتذة الأمريكيين (حيث كان قد أصبح بعد ذلك مدرّسا للعربية والأمازيغية في أمريكا)، فبعثت إليه بما لديّ وبعثت إليه بالبريد الإلكتروني لأستاذي الثاني في نفس المعهد السيد David Bruey الذي كنت أعرف أنه كان كثير التقاط الصور حينئد بالمعهد وبتارودانت عامة ولعله هو من زوّد فيليب سكويلر بهذه الصورة التي يبدو فيها هو نفسه إلى يسار الناظر، بينما يبدو المرحوم الدغرني جالسا في أقصى يمين الصورة بالنسبة للناظر كذلك، بأناقته اللافتة في وسط كان يطلّ على التو على العصر من غياهب بداية القرن العشرين.
-----------י---------
هاذشّي غير "غيض من فيض" باش يبان بلّي كثير من أوجوه التادافوع و"الديبشخي" السوسيو-ثقافي والسوسيو-سياسي المرّوكي ما فيه لا "مُامُا فرانسا"، لا "مُامُا صبليون" والا "مُامُا برتقّيز"، والا عمّي اليوطي، والا خالتي الإمبريالة الصهيونية، بما في ذاليك مسألة الوحدة التورابية؛ حيث المرحوم الوالي مصطفى السيد وكثير من صحابه من هاذاك المعهد ديال "التعليم الأصلي-ب" منين تخرّجو (انظر الصورة الثانية اللي فيها الأستاذة د-الانجليزية Miss Cunningham وإلى جانبها، الثالث فصفّها الزميل ديالي اللي كان يكًلس قدّامي فالقيسم، ولد طانطان، محمود الليلي، اللي صبح بعد 10 سنين من تاريخ هاذيك الصورة فيونيو 1967 أول "وزير أول" ثم "وزير التعليم" في "جمهورية تيندوف" بالاسم الحركي: "محمد الأمين ولد أحمد". انا فالصف اللوراني، الثالث على يمين الناظر، مصور على جنب)


ليست هناك تعليقات: