بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 26 نوفمبر 2019

الحاج علي بوتاكا حمل كأس العرش ولم يحمل كأس الطاس TAS .


L’image contient peut-être : 3 personnes, dont Ali Boutakka, personnes debout

مركزتيفاوت الإعلامي
متابعة : مولاي أحمد الجعفري

كثيرون انتقدوا صورة المناضل الأمازيغي " الحاج علي بوتاكا " وهو يحمل كأس خلال الحفل الذي نظم على شرف فريق الاتحاد البيضاوي من طرف إحدى الشركات الداعمة لهذا الفريق بمنطقة الحي المحمدي. باعتبار الحاج علي احد الرجالات المدافعين عن القضية وهموم الأمازيغ خصوصا التاجر الصغير بالدار البيضاء. حمل البعض الصورة ما لا تحتمل . وهناك من انتقد الرجل بمجرد حمله لكأس العرش، ودهب البعض إلى وصفه بالخائن. وهناك من شكك في نوايا الرجل . الحاج علي وهو يحمل هذه الكاس ذات الدلالة الرمزية . ليس معناه انه يبارك الفوز بها لفريق الطاس . رغم أن ذالك من حق الرجل باعتباره ابن منطقة الحي المحمدي وما له من علاقات كبيرة مع أبناء هذا الحي وباعتبار أبناؤه ازدادوا وترعرعوا به .
الحاج علي بوتاكا، وهو يحمل هذه الكاس الاي لها دلالة وتعتبر بالنسبة للمغاربة رمزا تاريخيا ، لمعرفة قصتها يجب الرجوع إلى أصل الفكرة التي أخرجت هذه المسابقة إلى الوجود. فقبل أن تبدأ هذه الأخيرة فى اتخاذ الشكل الحالي لها سنة 1956، اقترنت فكرة كأس العرش بتأسيس العصبة المغربية لكرة القدم في زنقة ملوية بالدار البيضاء من طرف الحركة الوطنية التي تنبهت إلى ضرورة الاهتمام بالرياضة و كرة القدم على وجه الخصوص كواجهة للتأطير الوطني و الانخراط في المعركة من أجل الإستقلال و هو ما لم تكن تسمح به العصبة الفرنسية التي أحدثها الاستعمار ابتداء من سنة 1916. مهمة التأسيس أسندت إذن إلى وجهين من الوجوه البارزة للمقاومة و هما السيد عبدالسلام بناني كرئيس للعصبة و الأستاذ عبد الرحمان اليوسفي (الوزير الأول السابق وأحد الزعماء التاريخيين للفعل السياسي الوطني ببلادنا) ككاتب عام لها. هذان الوطنيان هما من أسسا مسابقة كأس العرش و هما من اخترا إجراء مباراة النهاية يوم 18 نونبر من كل موسم ، و الذي كان يصادف آنذاك ذكرى عيد العرش. المبارة النهائية كانت تجرى في المشور السعيد تحت الرئاسة الفعلية للمغفور له الملك الحسن التاني رحمه الله (ولي العهد آنذاك). الانطلاقة الرسمية كانت إذن ابتداء من موسم 47/46 بفرق الأحياء البيضاوية لتشمل فيما بعد فرقا وطنية من مختلف المدن المغربية. و اختيار الدار البيضاء كموقع لانطلاق المشروع كان مدروسا باعتبارها مدينة الطبقة العاملة التي كانت تعول عليها الحركة الوطنية كثيرا لكسب معركتها ضد المستعمر.
مع انتهاء عهد الحجر و الحماية و بزوغ فجر الاستقلال و الحرية بدأت مسابقة كأس العرش تعرف طريقها الرسمي على الشكل الحالي و ذلك انطلاقا من عام 1956 و هكذا ترأس المغفور له الملك المجاهد محمد الخامس رحمه الله أول مباراة نهائية سنة 1957 بين فريقي الوداد البيضاوي و المولودية الوجدية بالملعب الشرفي بالدار البيضاء (مركب محمد الخامس حاليا و الذي كان يسمى فيما قبل بملعب مارسيل سيردان) و التي انتهت بالتعادل الإيجابي 1ـ1. هذه النتيجة طرحت إشكالية بحكم أن القوانين المعتمدة آنذاك لا تتوفر على بند للفصل بين الفريقين. قيدوم الصحافة الرياضية الوطنية ، الحسين الحياني الذي عايش الواقعة يحكي ما جرى كالآتي: “… مما تطلب حل الإشكال في اللحظة و المكان نفسيهما ، فطلب تحكيم جلالة الملك…و بعد استشارات هامسة مع ممن هم حوله: وجه الكلمة التالية لنائب الكاتب العام السيد أحمد النتيفي “ماذا تفعلون في مثل هذه الحالات؟” كان النتيفي لا يخفي مواقفه من الوداد لأنه ابن الراك فرد على الملك:”إن الفريق الذي يسجل الهدف الأول يعتبر فائزا..” فقال محمد الخامس: “اعطوا الكأس للمولودية”..”
القرار باتخاد يوم 18 نونبر كتاريخ قار لإجراء نهاية كأس العرش كان صائبا و في منحى تأكيدي لرمزية و دلالة كأس العرش لدى المغاربة. فبعد عودة الملك محمد الخامس من المنفى يوم 15 نونبر 1955 شهد المغرب احتفالات منقطعة النظير طيلة الأيام الثلاثة الموالية (16 ـ 17 ـ 18 نونبر 1955) و كان اليوم الأخير (18 نونبر) ليس فقط هو أول عيد للعرش في عهد الاستقلال بل تاريخ تخليد ذكرى نضال الشهداء و الدماء التي سالت من أجل السيادة والحرية.
اذن حمل الكاس او اخد صورة معها هو شرف لأي كان بغض النظر عن من فاز بها ، وحملها ليس معناه ان السيد كان يدعم الطاس للفوز بها . فلا أحد يستطيع أن ينكر حب الرجل لفريق حسنية أكادير. وان الكثيرون من أبناء قبيلته كان لهم الفضل في بناء تاريخ الحسنية آخرهم ابن منطقة ايداكنضيف أحمد بومكوك الرئيس السابق لفريق حسنية أكادير . اذن علينا أن لا نحمل الصورة والاحتفال اكثر من رمزيته . فالحاج على بوتاكا لا يساوم امازيغيته وسيظل مناضلا مدافعا عن هموم اهل سوس من موقعه .

ليست هناك تعليقات: