بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 9 سبتمبر 2019

خدعة الصراع اللغوي بالمغرب ،امتداد للمصالح والامتيازات الطبقية .


مركزتيفاوت الإعلامي
بقلم توفيق ابراهيم
بمناسبة النقاش الدائر حول نظام الاطار في التربية والتكوين واحتدام النقاش بين مؤيد ومعارض في صفوف الاحزاب السياسية المغربية والنخبة المثقفة ،في جو يدلي كل منهم بدلوه ومبرراته وحجاجه لتفنيد موقفه بالايجاب وضحد الأخر وسلبياته .منهم من يتخوف على مستقبل اللغات الوطنية ،وفي المقابل يواجه الطرف الموافق على نظام الاطار بتفائل بالمصادقة عليه في خدمة ابناء الفئات الهشة للانفتاح على اللغات الحية وما تفتحه من افاق في صناعة مستقبلها المهني والتكويني في سوق الشغل في عالم متطور بشكل متسارع ولأستيعاب حجم فوائد هذا التطور لابد من تقوية اللغات العلمية المعاصرة .
هذه المواجهة لا يستطيع السياسين بلوغ الهذف بتوفيق بين الرأيين المختلفين في الشكل والمنسجمين في العمق بحيث كل واحد يجيب عن الأخر في جوهره .
فخدمة اللغات الوطنية لا يأتي الا من تأهيلها للمنافسة ،وذلك باحتواء على ترسانة من المصطلحات وتطبيقاتها العلمية والعملية في مختلف ميادين الحياة ومواكبة التطور الحاصل من حيت غزارة الانتاج العلمي ،وبالتالي فهزالة المستوى اللغوي الاجنبي الممثل للعلم والثقافة بالتفوق في ريادة العالم في الابداع والاختراع والترجمة ،يلزم الدولة المغربية الانخراط في السياسة اللغوية من اجل بلوغ هذا التطور والتنافس العلمي ،ولا ريب في ان كل الازدهار المشهود في تاريخ الأمم ارتكز على حركة الترجمة واتقان اللغات العلمية ،والامثلة كثيرة في الحضارة الاسلامية مثلا حركة الترجمة من اليونان الى العربية وكذلك الحضارات الاخرى التي استفادت من البابلية والفارسية ،والمساهمة بشكل كبير في حياة اللغات المحلية خصوصا العربية التي بدأت تشد انتباه العالم في الاستفادة من ماتزخر بها من علوم وفنون وافكار وشرائع ،بهذه الطريقة او السياسة اللغوية في تقوية اللغات الحية في المجتمع ،وبحركة الترجمة ستفتح ابواب جديدة نحو افكار واطروحات في شتى المجالات للابداع الصرف الوطني ،وغير ذلك مجرد اننا نحوم حول ذواتنا في غلق للأبواب الواسعة في التواصل وفي انضاج وتفتق اللغات الوطنية في القدرة على التواصل الدولي الذي يتحدى الحدود الجغرافية ..هذه هي اللغة التي يعتبرها الفلاسفة واللسنين "الانسان كائن ناطق" ،بمعنى لغوي وتواصلي .
الا تروا معي ان الاختلاف بين هذه المكونات المغربية وصراعها نبعه لا يتعلق بالخوف على اللغة العربية او الانفتاح على اللغات الاجنبية من اجل الفئات الهشة في دغدغة للعواطف وتغليب خطاب الهوية على المؤامرة الخارجية ،وتوجيه الدين الاسلامي من خلال الحركات الاسلامية ليكون الدرع المدافع والمقوض لأي اطروحة جديدة ،نحو تقوية اللغات الوطنية وزيادة قوة الهوية من خلال انفتاح وادماج للعالم في الهوية الوطنية وتكون منارا لتعدد والغنى .
حينما ينظر الى المغرب من حيت الاختلافات اللغوية يكاد يشاهد هذا التميز الجيد في الاختلاف ولكن في ذات الوقت وجود قواسم مشتركة اترث على المستوى الثقافي والفني واللوحات والفنون والمعمار رصيد المغرب تاريخيا فمن الامازيغي الى العربي الى الحساني الصحراوي الى الاندلسي الايبيري فهل هذا ينقص من قيمة اللغات الوطنية بشيء ام يقويها ويجعلها تابثة في الارض راسخة بعروقها وشامخة باخصانها تعطي الثمور الناضجة مزدهرة لا تزحزحها النكبات ،وتساهم في اغناء العالم بما تحمله الذات من قيم اصيلة وفنون وجمال اللغة وثرائها .لكن وساوس الاحزاب السياسية المغربية لا تخلوا من مضمرات تنحوا الى خدمة المصالح الفئوية والطبقية في اشارة الى انتاج طبقي يعكس انتاج لغوي على حد تعبير بيير بورديوا ،في تأثير اللساني والثقافي عموما بالطبقات المشكلة للمجتمع وكيفية خفاظها على رأسمالها الرمزي .
انه صراع مصلحي امتيازي تخوله اللغة وما تحملها من معرفة تقنية وعلمية ورمزية ،لا يخرج هذا التدافع والهجمات المتبادلة بين الطرفين من وجود مخططات وسياسات تهذف الى الحفاض على الامتيازات .
ولهذا فدخول حزب الاستقلال على خط معارضة قانون الاطار في التربية والتكوين الى جانب العدالة والتنمية والعدل والاحسان المعبرين عن رفضهم لهذا المخطط الذي يزحف على اللغة العربية والاسلام والعلوم المرتبطة به ،وفي هذا الجانب الرد واضح على هذه الادعاءات التي يكدبها التاريخ وتاريخ الاسلام والتأليف ،لقد اندحر الاجتهاد في الاسلام وبالعربية رغم استمرار اللغة العربية كلغة رسمية وفقهية معتمدة مند نهاية القرن السابع عشر في غلو في اعتماد دين طقوسي وفي رفض للأجنبي دار الحرب ،وزندقة كل المعارف اليونانية وصلبت اللغة العربية باحراق تأليف ابن خلدون وابن رشد.وفي المقابل بدأ الغرب يخرج من سباته الكنسي الكاتوليكي الى عهد وعصر يتجه نحو الشرق في بعتات علمية متخصصة تتسلح بلغة الاهالي ،وامتلأت المتاحف والمكتبات الغربية بالمخطوطات الاسلامية في كل التخصصات والميادين .وفي جامعة القدس اعظم جامعة تعتني بدراسة اللغة العربية ،واين هذه الغيرة فيكم يا من يدعون مالم تنطق به افواهكم ؟؟
سياسة لغوية جديدة تجعل من كل لغات العالم قاطرة متميزة لبناء انسان مغربي له هوية وخصوصية محترمة ،وشخصية كونية منافسة في التطور والتقدم والتواصل ..فالانغلاق على الذات فناء وموت بدون شك..

ليست هناك تعليقات: